مدينه 15 مايو
اسره منتدى 15 مايو ترحب بجميع الزوار ووقت ممتع على صفحاتنا
مدينه 15 مايو
اسره منتدى 15 مايو ترحب بجميع الزوار ووقت ممتع على صفحاتنا
مدينه 15 مايو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدينه 15 مايو


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تابع نص تاميم قناه السويس _جزء6

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
chereen
مايو ذهبي
مايو ذهبي
chereen


انثى عدد الرسائل : 1710
العمر : 50
تاريخ التسجيل : 15/10/2007

تابع نص تاميم قناه السويس  _جزء6 Empty
مُساهمةموضوع: تابع نص تاميم قناه السويس _جزء6   تابع نص تاميم قناه السويس  _جزء6 Icon_minitimeالخميس 22 نوفمبر 2007, 11:15 pm

فى هذا الوقت.. فى هذه الأيام حضر السفير الروسى، وقال: إن روسيا مستعدة انها تشترك فى تمويل السد العالى - دا بعد ديسمبر - فأنا قلت له ان احنا بنتكلم دلوقت مع البنك الدولى، ونؤجل الكلام فى التفاصيل

ابتدينا نتكلم مع البنك الدولى، عرفوا ان هناك عرض روسى، عرفوا اعتراضاتنا، وصل إلى مصر فى فبراير سنة 1956 - فبراير الماضى - مدير البنك الدولى، وبعت جواب قال: إنه عايز نبعت له دعوة علشان ييجى يتكلم معانا، وهو حيسهل كل هذه الأمور. وبدأت المفاوضات فى شهر فبراير مع مدير البنك الدولى، وحينما قابلت مدير البنك الدولى، قلت له بصراحة.. قلت له احنا عندنا عقد من القروض والفوايد، وما نقدرش نفصل هذا عن السياسة، وان احنا احتلينا بسبب الفوايد وبسبب القروض وما نقدرش ننسى، هذا التاريخ عالق بذهننا وعالق بدمنا، لا يمكن أبداً ان احنا نقبل أى مادة تمس بسيادتنا
وبعدين قلت له يعنى أنا مش شايف كمان.. يعنى مافيش ثقة، مش شايف حتى أما تشرفوا على ميزانيتنا انكم حتصلحوها؛ لأن فيه بلد جنبنا فى الشمال انتم مشرفين على ميزانيتها لأنها عاملة اتفاقيات معاكم، واقتصادها منهار، وطالبة دلوقت تدوها قرض ما انتوش راضيين، فإذا كنتم انتم فعلاً يعنى الإشراف بتاعكم بيصلح؛ كنتم صلحتم البلد اللى انتم واخدين فيها هذه المشاريع وبتدوها القروض. وان احنا نثق فى نفسنا، وإن تقرير البنك الدولى للاقتصاد المصرى بيقول: إن الاقتصاد المصرى سليم، ومصر تستطيع انها تتحمل نصيبها فى هذه النفقات
وقلت له كان مفروض ان احنا نبتدى فى يونيه الحالى.. نبتدى فى يونيه الحالى أول مرحلة من مراحل المشروع - والكلام دا كان فى فبراير - قلت له على هذا الأساس ما نقدرش أبداً نقرر البدء فى المشروع قبل ما نعرف إيه الاتفاق النهائى اللى حييجى بينا وبينكم
بعد مفاوضات طويلة قال: إن هو ما يقدرش يوقع اتفاق نهائى فى الوقت الحالى؛ لأن هناك مسائل قانونية، ولغاية ما نحل اتفاق الميه بين السودان ومصر.. وبعد ما نحل اتفاق الميه بين السودان ومصر بيبقوا يوقعوا الاتفاق، وان احنا نقدر نبتدى من النهارده فى المشروع معتمدين على السبعين مليون دولار اللى جايين لنا من أمريكا وإنجلترا
وبعدين هل إنجلترا وأمريكا حتدينا معونات تانى غير الـ 70 مليون دولار؟! هم المفروض كانوا قايلين حيدونا 40 مليون دولار كل سنة، دلوقت بيقولوا 5 سنين حيدونا 70 مليون دولار، فقالوا: إنهم ما يضمنوش انهم يقولوا لنا على المستقبل يقدروا يدونا أكتر من السبعين مليون دولار أو لأ!
ظهر الفخ اللى فى العملية؛ ظهر ان احنا ناخد السبعين مليون دولار ونبتدى نبنى المشروع، واحنا طبعاً متحمسين عايزين نبنى السد العالى، وكل يوم بنقوم ونقول: السد العالى وبناء السد العالى - وفعلاً احنا كنا ابتدينا فى عمل طرق، وابتدينا فى إنشاء محطات هناك وبناء بيوت للعمال، وبعد ما نمضى المشروع - بعد ما نبتدى فى البناء ونصرف فلوس، حنبتدى نصرف الـ 300 مليون دولار وناخد الـ 70 مليون دولار المعونة الأمريكية، نيجى نطلب من البنك الدولى انه يوقع معانا الاتفاق النهائى علشان يدينا الـ 200 مليون دولار، سيفرض البنك الدولى شروطه، وحنكون قدام حاجة من الاتنين؛ يا إما نرفض هذه الشروط، يقول: ارفضوا مااديكوش.. مافيش.. يا تقبلوا شروطى.. مافيش، وبعدين نيجى ونقف فى وسط المشروع ونبقى صرفنا 300 مليون دولار هباء، نبقى رميناها فى البحر، أو نضطر ان احنا نخضع ونستسلم ونقبل شروط البنك الدولى انه يبعت واحد يقعد مطرح وزير المالية، ويبعت واحد يقعد مطرح وزير التجارة، ويبعت واحد يقعد مطرحى، واحنا نبقى قاعدين فى هذه البلد ما نعملش حاجة إلا بعد ما ناخد منهم التعليمات وناخد منهم الأوامر
دا الفخ اللى ظهر، وبعدين قررنا، وأبلغنا مدير البنك الدولى ان احنا قررنا ألا نبدأ فى السد إلا بعد توقيع اتفاقية المياه مع السودان الشقيق، وبعد توقيع الاتفاق النهائى مع البنك الدولى، ونعرف شروطه إيه، وأوله إيه ونهايته إيه، وان احنا ادينا أوامر بإيقاف العمل فى هذا المشروع من شهر فبراير فى الحاجات اللى ماشية هناك؛ حتى لا ندخل فى مغامرة يتحكم فينا الاستعمار بسببها، ويحاول أن يستغلنا اقتصادياً ويسيطر علينا اقتصادياً بعد أن فشل فى أن يستغلنا سياسياً ويسيطر علينا سياسياً
وبلغنا هذا الكلام لمدير البنك الدولى، ومدير البنك الدولى قال: طيب أنا مستعد أغير الشروط، وأبعت لكم جواب مافيهش الكلام اللى أنتم بتشتكوا منه. قلت له هل تضمن لى إن الجواب اللى حتبعته مافيهش هذا الكلام هو الاتفاق النهائى، واللا هذا الجواب اللى أنا حابتدى على أساسه المشروع شىء والاتفاق النهائى شىء آخر؟ فلم يضمن أن يكون الاتفاق النهائى مماثل للجواب
قلت له طيب نكتب الاتفاق دلوقت ونمضى عليه دلوقت ونؤجله، نقول ينفذ بعد توقيع اتفاقية المياه مع السودان، بس نكون عارفين قبل ما نبتدى إيه شروطكم. فرفض، وقال: لأ ما نقدرش نمضى اتفاق إلا بعد ما تتفقوا مع السودان وتحلوا مشاكلكم القانونية، وانتم تقدروا تبتدوا دلوقت فى المشروع بفلوسكم - بالسبعين مليون دولار - وبعدين فى نص السكة نبتدى نتفاوض علشان نعقد لكم القرض
طبعاً كانت هناك خدعة.. كان هناك خديعة كبيرة جداً.. العملية توريط علشان نتذل لهم، ونقع تانى تحت رحمتهم، يتحكموا فينا. قدامنا حلين: يا نبنى السد ونسيبه ككوبرى، وما نرضاش نقبل شروطهم، يا نقبل شروطهم علشان نكمل السد، فى نفس الوقت تكون فلوسنا - الـ 300 مليون دولار - استنزفت وراحت فى الهوا بدون أن نأخذ منها أى نتيجة
قررنا ألا نبدأ فى السد إلا بعد أن نعلم كل العلم كيف سيمول السد، بعد ما نتفق مع البنك الدولى اتفاق نهائى، وبعد ما نتفق على اتفاقية الميه، وبعد ما نمول مواردنا، وقبل ما نبتدى فى الطريق نعرف ازاى حننتهى. وفى فبراير الماضى أوقفنا هذا العمل كله، ومدير البنك الدولى بعت لنا جواب.. طبعاً هذا الجواب ليس له قيمة، وأنا من هذا الوقت باعتبر ان هذا الجواب مالوش قيمة؛ لأنه جواب بيقول: ان أنا حاشترك معاكم بـ 200 مليون دولار بعد حل الميه مع السودان، الفلوس تاخدها على أقساط بمفاوضات بين البنك وبينكم. لكن طبعاً هذا الجواب مافيش بنك يصرفه.. ليس له أى قيمة، والأيام اللى فاتت دى أثبتت طبعاً انه مالوش أى قيمة وليس له أى اعتبار. رغم هذا قررنا ان احنا نوقف وما نبتديش لغاية ما نعرف الطريق السليم، وبعدين الجواب اللى بعته لنا البنك الدولى ماكانش فيه أى حاجة تمس سيادتنا، أو سيطرة على ماليتنا، أو كلام من دا فقبلنا هذا الجواب
ولكن كانت هناك مذكرة الحكومة البريطانية ومذكرة الحكومة الأمريكية؛ اللى كانوا بعتوها مع الجواب الأولانى، وبيقولوا فيها برضه بعض حاجات تمس سيادتنا، وتبين أن هناك نية إلى سيطرة اقتصادية وتحكم اقتصادى
ففى فبراير السفير الأمريكى والسفير الإنجليزى فى مصر بلغوا ان احنا غير موافقين على هذه المذكرات، وانكم إذا كنتم عايزين تقدموا هذه المعونة قدموها ولكن بمذكرة تشيلوا منها كل كلام يبين انكم حتسيطروا على سياستنا أو على سيادتنا أو على اقتصادنا، وأى كلام يمثل السيطرة على استقلال مصر، والكلام دا. راحت المذكرتين للحكومة الأمريكية والحكومة البريطانية من فبراير، وطبعاً ما رجعش أى رد عن المذكرتين حتى الآن
فى مارس.. قبل مارس فى 29 فبراير، كان الكلام اللى قبل كده بيقولوا إنهم.. بريطانيا عايزة تتوسط بينا وبين إخوانا السودانيين فى سبيل الوصول إلى تفاهم، فجا "سلوين لويد" فى 29 فبراير وتقابلنا عندى فى البيت، وابتدا يتكلم إنه عايز.. بيعرض انه يعاون على حل المشاكل الخاصة بالمياه بينا وبين السودان. فأنا قلت له والله إن تصرفاتكم تدل على انكم ما انتوش بتحلوا المسائل ولكن بتعقدوا المسائل، تصرفاتكم فى السودان وتصرفات جرائدكم ومحطة إذاعتكم كلها متجهة إلى إثارة السودانيين ضد السد العالى، وهذه وقائع ملموسة. جميع المقالات اللى فى جرايدكم، محطة إذاعة لندن، محطة إذاعة الشرق الأدنى - اللى هى بتاعة الإنجليز - كلهم بيقولوا تعليقات الغرض منها بث روح الخوف والرفض فى إخوانا السودانيين. بعدين قلت له والأنكى من هذا سفارتكم فى الخرطوم بتلم المقالات دى كلها وطبعتها فى كتاب ووزعتها فى الخرطوم، وبتقول للسودانيين: إن السد العالى ضد مصالحكم، وإن السد العالى ضدكم، وانكم كذا وكذا وكذا، ودا يفهمنى انكم عايزين تخلقوا عداء بين مصر والسودان، دا كلام مع "سلوين لويد"
فمنين هذه الوقائع الملموسة بتحصل، ومنين انت دلوقت جاى بتقول إنك عايز تقوم بدور وسيط بين مصر والسودان، أو تساعد على حل المشاكل المعلقة بالسودان؟ كان الواضح - يا إخوانى - ان الإنجليز بكل قوة، وبكل ما يستطيعوا من قوة بيحاولوا يبثوا روح الكراهية فى إخوانا السودانيين؛ لأن الإنجليز طبعاً يهمهم ان احنا نقع مع السودان، وإذا وقعت مصر مع السودان سيستطيعوا هم انهم ينفذوا لحماية أى منهم ضد الآخر
الكلام دا حصل فى فبراير.. فى نفس الوقت وقف "لورد كليرن" - كلنا نعرف "اللورد كليرن" - فى مجلس اللوردات البريطانى وقعد يشتم فى مصر ويقول: مصر ازاى نديها المساعدة؟ مصر ازاى نعاونها؟ مصر اللى ما بتسمعش كلامنا، مصر اللى النهارده بتنادى بحرية، وبتتزعم الدعوة التحريرية، وبتحاربنا فى كذا، ازاى نديها الـ 5 مليون جنيه؟! فيجب ان احنا ما نديش مصر الـ 5 مليون جنيه.. ويجب ان احنا ما نديش مصر 5 مليون جنيه ونقطع عنها هذه المعونة... وكلام فى منتهى البذاءة.. كلام من "لورد كليرن".. طبعاً كلكم عارفين مين هو "اللورد كليرن"، وبدأ فى مجلس العموم كلام بهذا الشكل
**********
فى يوم 14 مارس قابلت السفير البريطانى فى البيت، وقلت له احنا شعب عاطفى، يمكن احنا نفضل الكلمة الحلوة عن مليون دولار، ولا نقبل الشتيمة بـ 15 مليون دولار، والكلام اللى بيتقال عندكم من النواب واللوردات و"كليرن" بالذات كلام لا نقبله. احنا ما طلبناش منكم هذه المعونة، واحنا قبلناها حتى لا يكون رفضنا لها يعتبر إهانة. انتم اللى عرضتم انكم تدفعوا 5 مليون، احنا ما رضيناش نقول لأ، واحنا دولة مش غنية قوى لكن دولة غنية، الـ 5 مليون نستطيع ان احنا نوفرهم. وقلت له احنا نستطيع ان احنا نوفر 5 مليون جنيه، لو دقينا زلط زيادة شوية وطلعنا طوب زيادة شوية من مصر نجيب الـ 5 مليون جنيه اللى انتم بتدوهم معونة، فاحنا واخدين هذه المعونة علشان ما نرفضهاش، وعلشان ما يبانش ان دا يعنى خطوة من مصر بترفض علامة حسنة منكم. قبلناها، ولكن إذا تكرر هذا الكلام فاحنا حنرفضها، واحنا نستطيع ان احنا نشتغل زيادة شوية، نكسر طوب زيادة شوية، نجيب 5 مليون جنيه فى مصر؛ لأن دخلنا القومى أكتر من 900 مليون جنيه
وسار الحال على هذا الأساس، وبعدين ما ردتش لا الحكومة البريطانية ولا الحكومة الأمريكية على المذكرات اللى احنا بعتناها
طبعاً حصل فى فبراير تانى.. حصل فى أواخر فبراير ان "جلوب" انطرد من الأردن، وان "سلوين لويد" أما راح البحرين حاصروه هناك وضربوه بالطوب، وبيقولوا: دا نتيجة كلام مصر. حصلت اضطرابات فى عدن نتيجة ان العمال طالبين رفع الأجور، وبدأت حملة شنيعة من أول مارس فى الصحافة البريطانية ضد مصر، لدرجة ان فيه واحد نائب اسمه "فريزر".. "يوز فريزر"، قال: احنا لازم نشوف لنا طريقة نخلص من مصر، نروح نعمل سد عند النيل من أوغندا وكينيا ونمنع الميه عن مصر علشان نخلص منها خالص!‍‍‍‍‍ دا يعنى يبين الجنون اللى وصلوا إليه هؤلاء الناس
بدأت حملة شديدة من الكراهية.. ان احنا بنهددهم فى أرزاقهم، وان احنا بنهددهم فى البترول اللى بياخدوه. وأنا أعلنت واديت تصريح فى الصحف البريطانية، وقلت ان احنا ليس لنا أى دخل فى المصالح الاقتصادية المشروعة لأى دولة فى هذه المنطقة - زى الكلام اللى طلع فى مؤتمر بريونى - ولكنا نقاوم ما تسمونه بمناطق النفوذ.. لا يمكن ان احنا نبقى منطقة نفوذ لحد.. لا يمكن أبداً أن يقف واحد فى البرلمان الإنجليزى أو مجلس العموم ويقول منطقة النفوذ البريطانية فى الشرق الأوسط أو منطقة النفوذ فى مصر، دا موضوع ما نقبلوش، أما مصالحكم المشروعة احنا موافقين عليها.. ليس لنا أى اعتراض عليها.. مصالحكم الاقتصادية المشروعة ليس لنا أى اعتراض عليها
فى شهر يونيو سنة 1956 - الشهر اللى فات - تقررت زيارة وزير خارجية روسيا إلى مصر - "مسيو شيبيلوف" - وفى نفس الوقت بعت مدير البنك الدولى قال: إنه عايز ييجى فى هذا الوقت، قلنا له: اتفضل أهلاً وسهلاً. حدثت المحادثات.. حدثت محادثات بين الحكومة المصرية و"مسيو شيبيلوف" - وزير خارجية الاتحاد السوفيتى - وعرض وزير خارجية الاتحاد السوفيتى استعداده لمعاونة مصر فى جميع الميادين التى تطلب المعونة فيها، إلى درجة إعطاء قروض طويلة الأجل (تصفيق)، وقال: إن كل حاجة سيتعاونوا فيها حتكون بدون قيد ولا شرط، وان احنا اللى علينا نطلب منهم. وقال: ان احنا ما احناش عايزين منكم مواد خام؛ لإن احنا عندنا جميع المواد الخام، وقال أيضاً "شيبيلوف" - وزير خارجية روسيا - قال، وقال لى هذا الكلام: ان احنا مش عايزين نوقع بينكم وبين الدول الغربية؛ لإن احنا بنتجه إلى السلام ويهمنا أن يكون فيه سلام بينكم وبين الدول الغربية، وقال: ما تعتبرش ان احنا غرضنا من ان احنا نتعاون معاكم ان احنا نثيركم على الدول الغربية أو نخلق اضطرابات، احنا بنعمل الآن على كسر حدة التوتر فى العالم؛ ولهذا سياستنا انكم تكون علاقتكم كويسة مع الغرب، واحنا نتعاون معاكم، ولا نهدف أبداً إلى إثارتكم مع الغرب
شكرت وزير خارجية روسيا على هذا الكلام، وقلت له ان احنا نؤجل الكلام فى التفاصيل لحين زيارتى إلى روسيا فى شهر أغسطس
تانى يوم جا مدير البنك الدولى.. وجا قابلنى فى البيت بالليل الساعة 10 أو بعد 10، وقال: إنه جاى ليؤكد ان البنك الدولى عند وعده اللى قاله فى شهر فبراير، وانه مصمم على تمويل هذا المشروع، وانه يستطيع انه يقول إن الحكومة الأمريكية والحكومة البريطانية - وهو متصل بهم - برضه عند هذا الوعد، فقلت له: واحنا برضه عند الكلام اللى كنا فيه فى فبراير حنتفاوض ونتفاهم، وما احناش حنبتدى المشروع إلا بعد ما نصل إلى الاتفاق النهائى
دا الكلام اللى حصل لغاية حوالى 20 يونيو من الشهر الماضى. وصل سفيرنا فى أمريكا إلى مصر، وقابل "دالاس" قبل ما ييجى، وجا قال لى: إنه هو فى مقابلته "لدالاس.. هم عايزين يمولوا المشروع ويستمروا فى معونة المشروع، ولكن همه حاسين ان احنا ما احناش عايزين. قلت له والله احنا عايزين هم يمولوا المشروع واحنا حاسين إن هم مش عايزين، دا اللى احنا حاسينه، وإنك انت تقدر تسافر هناك وتقول لهم: ان احنا عايزين نتكلم ونتفاوض لتمويل هذا المشروع
وصل أحمد حسين - سفيرنا فى واشنطن - إلى مقر عمله على انه يقابل "دالاس" ويبعتوا الرد على المذكرات اللى احنا بعتناها، ويقولوا لنا رأيهم النهائى فى هذا الموضوع
وبعد يومين أعلنت الحكومة الأمريكية بيان فى الصحف، وصفت البيان دا أول امبارح بما يستحقه - حاقراه النهارده - أذاعته وزارة الخارجية يوم 20/7 قالت فيه: إنهم اشتركوا فى ديسمبر 55 مع إنجلترا ومع البنك الدولى فى عرض مساعدة مصر، وبعدين قالوا: إن هذا المشروع ذو جسامة بالغة، إتمامه يستغرق زمن يتراوح بين 12 سنة و16 سنة، تقدر نفقاته بنحو 1300 مليون دولار، منها أكثر من 900 مليون دولار بالعملة المحلية. وبعدين اتكلموا على حقوق فى مياه النيل.. هذا المشروع لا يؤثر فى حقوق مصر ومصالحها وحدها، بل يؤثر كذلك فى حقوق بلاد أخرى ومصالحها، تساهم فى مياه النيل، ومنها السودان وإثيوبيا وأوغندا
طبعاً أول مرة يثيروا إثيوبيا وأوغندا، وبرضه بيحاولوا يعملوا فتنة بين مصر وبين السودان - زى ما قلت لكم فى الأول - بهذا البيان. هم يهمهم طبعاً ان الدول فى هذه المنطقة تتخانق مع بعضها، وكل دولة تقع مع التانية، وكل دولة تروح تقول لأمريكا: تعالى ساعدينى أحسن الدولة دى تعتدى على والدولة دى تغتصب منى كذا، وبهذا ييجوا هم ويتحكموا فى هذه المناطق
لم يثار ولا فى تقرير البنك الدولى موضوع إثيوبيا ولا موضوع أوغندا. وموضوع السودان أنا بلغتهم انكم مالكوش دعوة بموضوع السودان، لا عايزين وساطتكم ولا عايزين مساعدتكم ولا عايزين منكم أى حاجة، ان احنا اتكلمنا مع السودانيين، وإخوانا السودانيين متفاهمين معانا، جميع الفئات. أما جا هنا إسماعيل الأزهرى اتكلمت معاه، والراجل كان مستعد لأن نتفاهم، واحنا كنا مستعدين نتفاهم، ماكانش واحد فينا بيحدد... حينما وصل الميرغنى حمزة - وزير الرى فى السودان - اتكلمنا وكل واحد فينا ريح التانى، ما حصلش شد وجذب، ماكانش باين ان احنا بنختلف اختلاف مرير، أما جا عبد الله خليل - رئيس وزارة السودان الحالى - كانت روحه طيبة جداً
دى روح إخوانا السودانيين بجميع فئاتهم وبجميع أحزابهم، مافيش داعى بقى للإنجليز ولا الأمريكان يتدخلوا علشان يتوسطوا، واللا علشان يحاولوا انهم يقربوا. قلت لهم يعنى انتم مالكوش دعوة، بس بلاش المنشورات اللى بتوزعوها والكراسات اللى بتوزعوها ضد المشروع. لكن طبعاً وزارة الخارجية قايمة بتقول: مصالح السودان ومصر. مصالح السودان ومصر تقررها السودان ومصر، وإيه دخل واشنطن فى هذا الموضوع؟.. إيه دخل أمريكا فى هذه العملية؟
مصر والسودان اتخلقوا بهذا الشكل، مربوطين فى بعض ماحدش حيقدر يفصلهم أبداً، موجودين من أول الخليقة حتى الآن؛ مصر فى الشمال والسودان فى الجنوب. مافيش دولة منهم حتعزل حتروح أمريكا الشمالية ولا أمريكا الجنوبية، قاعدين هنا إلى أبد الآبدين، دا كلام يعنى طبيعى، موضوع مفروغ منه، هم دخلهم إيه؟! ولكن حب الوصاية، وحب التحكم، وحب السيطرة، وإثارة النفوس، وإثارة المنازعات، وخلق البلبلة
وبعدين طبعاً دخلوا أوغندا علشان يدخلوا إنجلترا؛ لأن أوغندا تعتبر مستعمرة بريطانية، فبقت مصالح إنجلترا فى مياه النيل، وبعدين الحبشة
وبعدين البيان قال: إن هناك اعتبار هام آخر يتعلق بإمكان تنفيذ المشروع، ومن ثم بجدوى المعونة الأمريكية - المعونة الأمريكية اللى هم الـ 54 مليون دولار، واللا الـ 56 مليون دولار - المعونة الأمريكية من الناحية العملية وهو استعداد مصر وتوافر القدرة لديها على تركيز مواردها الاقتصادية فى هذا البرنامج الإنشائى الضخم، ولم تكن التطورات التى شهدتها الشهور السبعة الماضية ملائمة لنجاح المشروع
وعلى هذا انتهت أمريكا إلى أنه من غير العملى فى الظروف الحاضرة أن تشترك فى المشروع؛ إذ لم يتم الاتفاق بين الدول المشتركة فى مصادر مياه النيل، كما أن مقدرة مصر على تخصيص موارد كافية تضمن نجاح المشروع باتت أكثر افتقاراً إلى التوكيد مما كانت عليها عند تقديم العرض
التطورات اللى ظهرت فى الشهور السبعة الماضية، إيه هى؟ يا ترى دى تطورات اقتصادية واللا تطورات سياسية؟ فيه حاجة غريبة كمان فى هذا البيان الأمريكى أنا ما قريتهاش، بتقول: بيتكلموا.. وزير خارجية أمريكا بيكلم الشعب المصرى؛ يعنى بيقول: القرار دا لا ينم على تغيير فى العلاقات الودية بين الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكى والشعب المصرى؛ يعنى الكلام اللى احنا بنتكلم فيه دا بيتعلق بجمال عبد الناصر بس، ما بيتعلقش بالشعب المصرى، هم بيتكلموا رأساً إلى الشعب المصرى. طبعاً طريقة يعنى باين فيها... واحنا خبرناها بمئات السنين - آبائنا وأجدادنا - وعارفين الطرق دى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع نص تاميم قناه السويس _جزء6
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع نص تاميم قناه السويس _جزء 2)
» تابع نص تاميم قناه السويس _جزء3
» تابع نص تاميم قناه السويس _جزء4
» تابع نص تاميم قناه السويس _جزء5
» تابع نص تاميم قناه السويس _الجزء الاخير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدينه 15 مايو :: مــــايـــو عــراقــة الــتــاريــخ :: 乂♥乂وثــائـق تــاريــخــيـة مــنــوعــة乂♥乂-
انتقل الى: