سويسرا ترفع النقاب عن وجهها القبيح

في خطوة بدت أنها مستغربة أقدمت الحكومة السويسرية مؤخرا على كشف الحساب المصرفي الخاص بالمواطن الليبي عبد الباسط المقرحي المتهم الرئيس في قضية تفجير الطائرة الأمريكية " البانام" فوق قرية لوكربي الأوسكتلندية عام 1988..

هذا الخبر تناولته لحظتها معظم وكالات الأنباء ووسائل الاعلام في نشراتها الاخبارية وبرامجها التحليلية وقد طغى عليها أنها كمن وقع على كنز ثمين يؤكد إدانة عبد الباسط المقرحي في ما نسب اليه من تهم أو على الأقل يثبت أن عبد الباسط لم يكن مجرد موظف عادي في شركة الخطوط الجوية العربية الليبية فراحت تسهب في التحليل المضلل كيف جاءته هذه الأموال، ولماذا جاءته، وهل سيؤثر كشفها الآن في مجرى قضية لوكربي، وكيف سيتم تكييف هذه المعلومات السرية قانونا..الخ..

الاذاعات ووكالات الأنباء العربية والفضائيات والصحف ووسائل الاعلام العربية وحتى الاسلامية وقعت في ذات الشرك فراحت تسلك في تناولها هذا الخبر ذات السبيل الذي صيغ به الخبر المدسوس بخبث وعناية.. حتى وكالة الأنباء الليبية ووسائل الاعلام في ليبيا لم تنتبه الى أن هذا الخبر يحمل من الدلالات الكثير مما يجب أن يدين سويسرا ويفضحها ويذهب بها الى أبعد من قفص الاتهام..

ان الأسئلة التي تطرح نفسها بقوة وهو ما كان حريا بوكالات الأنباء ومن نقل الخبر عنها أن تطرحها :

كيف استطاعت سويسرا أن تكشف الحساب السري لعبد الباسط المقرحي رغم الخصوصية والسرية التي تعهدت بها أمام عملائها؟؟

والسؤال ما هو اسم المصرف الذي اودعت فيه هذا الأموال ولماذا لم تشر أية وكالة من وكالات الأنباء عن اسمه؟ ومن المسئول مباشرة عن تسريب هذه المعلومة؟

والسؤال : هل حساب عبد الباسط المقرحي هو الحساب السري الوحيد الذي يستحق أن يكشف؟

والسؤال: لماذا الآن.. لماذا كشفت سويسرا حساب عبد الباسط المقرحي السري عندها الآن بعد مرور ما يزيد عن عشرين سنة عليه ولم تبرزه وقتها قبل 10 سنوات عندما بدأت محاكمته ان كان لهذه المعلومة من أهمية تستحق الذكر.. والسؤال الأكثر الحاحا وخطورة هو ما معنى أو حقيقة السرية لدى الحكومة السويسرية أو نظامها المصرفي اذا لم يتمكن المودعين أو الذين ائتمنوها على أموالهم أن تعرض على الملأ من الحفاظ على خصوصية وسرية أموالهم..وهل ستفعل سويسرا هذا مع جميع الحسابات السرية المودعة لديها والتي من المؤكد أنها تتجاوز في قيمتها التريليونات من العملات الصعبة وليس مبلغا يقل عن 2 مليون يورو..

ان الاجابة واضحة وصاعقة في الآن نفسه:
سويسرا كشفت حساب عبد الباسط المقرحي لأنها تراه مواطنا ليبيا، وهي تريد أن تنتقم لنفسها من ليبيا على خلفية اجبار الليبين لها أن تعتذر عن ما فعلته بحق نجل الزعيم الليبي معمر القذافي.

وسويسرا كشفت هذا الحساب في وقت لم يعد له أهمية في قضية لوكربي في حين أنه قد يكون مهما عند اجراء المحاكمة مما يعريها أخلاقيا أمام المجتمع الدولي الذي كان يتوقع بمن لديه معلومات قد تساعد العدالة في الوصول الى الحقيقة أن يسارع بتقديمها ولو تناقضت مع مصالحه..ولاكن أنى لسويسرا أن تفعل ذلك..

سويسرا تثبت بهذا أنها ما زالت تخفي الكثير تحت عباءتها من معلومات سرية خطيرة قد تكون فعلا سببا حقيقيا لكثير من الأخطار والتهديدات التي تعصف بالشعوب ومصالحها وأمنها واستقرارها..

وأخيرا أمام هذا الافلاس المريع للمنظومة الأخلاقية المهيمنة على صناع القرار في سويسرا هل مازال هناك أحد يشعر بالاطمئنان الى الحياد السويسري المزيف الذي صارت حقيقة وجهه البشعة تتبدى كل يوم..

وصار يوقع الرعب أكثر في نفوس اولائك الذين مازالوا يحتفظون بأموالهم المشبوهة في سويسرا أن يتم فضحها اذا قلبت سويسرا عليهم ظهر المجن..وأعطتهم بظهرها بعد أن أوهمتهم طويلا أنهم في أحضانها الآمنة.. هذا ما ستكشف عنه عقارب الساعة قريبا

سيتمكن الرعب من قلوب المودعين السابقين

وطبعا الجميع يعرف مين اللي ليه حسابات
في سويسرا وما خفيا كان اعظم
وسيفكر الاثرياء الجدد قبل وضع
اموالهم في بنوك سويسرا

» هل تؤيد حظر النقاب ؟
» الأشياء اللي ترفع الضغط‎
» الحضرى يسافر غدا الى سويسرا
» وعلى نفسها جنت سويسرا
» عايزتعرف ازاى ترفع الافلام وأفضل المواقع لذلك أدخل هنا بسرعه