نتحدث اليوم عن قضية أحسب أنها إحدى العلامات الدالة على شخصية حسنى مبارك والتى اشتهر بها طوال حياته ، سواء شخصية الضابط الواشى الغادر المتصل بالجهات الأمنية ضد زملاء السلاح طوال فترة عمله فى القوات الجوية ، أو شخصية ” الإنسان الذى لا يلوف ولو أكل لحم الكتوف ” التى عُرف بها فى آخر أيام أنور السادات ولم يمهل القدر السادات وقتا لإقالته رغم صدور القرار بذلك ، أو تلك التى عُرف بها أمام الشعب منذ أن أمتطى سدة الحكم فى مصر ، تلك الشخصية المتعالية الكيدية التى تتمسك بقراراتها رغم ما يعتريها من غباء فاحش وفساد أزكم الأنوف ..
يحسن أولا أن نتصفح تاريخ المشير أبو غزالة كى نقترب إلى أقرب نقطة من الرجلين محل بحث هذا المقال ، كى نخرج فى النهاية برأى نستطيع من خلاله الحكم على تلك المؤامرة التى دبرها مبارك ضد المشير للخلاص منه :
ولد المرحوم فى عام 15 يناير 1930 بقرية زهور الأمراء بمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة ، تمتد عائلته إلى قبائل أولاد على فى الصحراء الغربية .. تخرج من الكلية الحربية فى دفعة عام 1949 وكان الأول على دفعته رغم أنه كان الأصغر سنا وتخصص فى سلاح المدفعية .. ضمت قائمة الضباط الأحرار الذين شاركوا فى حركة 23 يوليو 1952 اسمه .. حصل على فرقة عسكرية من أكاديمية ستالين بالإتحاد السوفيتى فى عام 1961 ، كما حصل على أكاديمية الحرب من أكاديمية ناصر .. شارك فى حرب 1948 وهو لا يزال طالبا بالكلية الحربية كما شارك فى حرب 1956 ولم يشارك فى حرب 1967 بسبب وجوده فى تشكيلات المنطقة الغربية ، كان قائدا لسلاح مدفعية الجيش الثانى الميدانى فى حرب 1973 وحصل على نجمة سيناء بسبب دوره فى منع تطويق الفرقة 16 مشاة ومحاصرة الجيش الثانى لتكرار ما حدث للجيش الثالث ، فقد تمكن من تجميع 24 كتيبة مدفعية صبت نيرانها على فرقة شارون فى يومى 20 / 21 أكتوبر ..
عينه السادات ملحقا عسكريا فى واشنطن فى 27 يونيه 1976 وهناك كان أول عسكرى غير أمريكى يحصل على دبلوم الشرف من كلية كارلايل العسكرية ، عاد إلى القاهرة بعد ثلاث سنوات ليكون مديرا للمخابرات العسكرية فى 15 مايو 1979 ، عُين رئيسا لأركان القوات المسلحة فى 15 مايو 1980 ورقى إلى رتبة فريق بعد يومين ، عُين وزيرا للدفاع قبل فترة قصيرة من مصرع أنور السادات ، حصل على رتبة المشير فى عام 1982 ..
اشتهر المشير أبو غزالة بتواضعه وبعده عن الفساد ، لم يمتلك سيارة إلا عندما بلغ رتبة اللواء ، وعُرف عنه ذكائه الحاد والذى ترجمه فى سنوات الدراسة ، كما اشتهر بوقوفه إلى جانب البسطاء ، فقد كان دائم اللعب مع الجنود فى مباريات لكرة القدم ، وتوضح حادثة إضراب أحد الجنود عن الطعام بسبب فقره ذلك ، فقد أصر الجندى على مقابلة وزير الدفاع ليعرف ظروفه المادية الصعبة ، قابله المشير وخرج الجندى من مكتبه وهو يحمل 800 جنيها ( 300 من الوزارة + 500 من المشير شخصيا ) .. بنى المشير منزلا متواضعا له بالقرب من مدرسة المدفعية وفى شارع متواضع لا يزيد عرضه عن ستة أمتار ( 13 شارع المهدى خلف مسجد الشيخ بخيت بحلمية الزيتون ) ..
ذهب السادات للقاء ربه لمحاسبته على كامل أعماله ، تلك الأعمال التى بدأت بعضويته فى الحرس الحديدى ومرورا بكمال أدهم ثم قتل عبد الناصر وانتهاءً بذبح الجيش المصرى ومنعه من تحقيق الانتصار على إسرائيل وتوقيع على اتفاقية وضعت قيودا عديدةً وثقيلة على رقبة الجيش المصرى وأخرجت مصر من الصراع ، وهو ما يعنى ضياع المقدسات وسيطرة دولة صهيون على المنطقة ..
( لمزيد من التفاصيل ننوه إلى مقال بعنوان ” فى ذكرى اغتيال الفريق الليثى ناصف ، اصحى يا شعب ” لكاتب المقال على مدونته )
تولى حسنى مبارك الحكم فى أعقاب رحيل السادات .. كان المشير أبو غزالة بمجرد توليه منصب وزير الدفاع يمثل عبئا ثقيلا على صدر حسنى مبارك منذ أن كان الأخير نائبا لرئيس الجمهورية ، فقد تفوق عليه فى حياة السادات فى جميع النقاط سوى نقطة واحدة ، وهى أنه لم يكن من المحافظة التى ينتمى إليها أنور السادات والذى وضع فى قراره أن يكون نائبه من محافظته ( مذكرات د.محمود جامع ” عرفت السادات ” والذى كان صديقا له وجليسه منذ طفولته وحتى مصرعه فى 6 أكتوبر 1981 ) ..
كان الماكر مبارك يعلم تماما بحجم كل منهما عند الشعب ، وجاء حادث المنصة ليكشف عن شخصية المشير والتى لا تنتهز الفرص لتعلو فى الأرض ، وحفظ كل من الجيش والشعب ذلك الموقف له جيدا ..
لقد استند المشير على ثلاث ركائز استمد منها قوته فى وظيفته كوزير للدفاع ، كانت الأولى هى التأييد الكبير من الولايات المتحدة ، ربما كان ذلك بسبب كراهيته للشيوعية وربما بسبب معرفته بالنموذج الأمريكى كونه عاش هناك لثلاث سنوات ، كانت الثانية تأييد الجيش له بسبب ما عُرف عنه من وقوفه الدائم مع الجيش وتواضعه ، وكانت الثالثة هى حب الشعب بسبب التجرد الذى أبداه عندما كانت سدة الحكم أقرب ما تكون إليه عقب حادث المنصة ، بجانب قراراته فى إنزال الجيش للشارع بخدماته لحل مشاكل الجماهير ..
كانت كل الوجوه تشير إلي المشير بعيونها للتحرك بغرض السيطرة وإبعاد مبارك الذى لم يقبله الشعب أبدا ومنذ أن كان نائبا ، بل وأطلق عليه النكات الجارحة .. لم يكن مبارك بعيدا عن قراءة تلك الوجوه ، لقد كان قراره ومنذ أن استلم الحكم بأن تكون الساحة خالية له فقط ، أى لابد من رحيل المشير الذى يسيطر على القلوب فى الخارج والداخل ..
كان مبارك يعلم وقبل أن يتولى الحكم أن مخالفة أمريكا وإغضابها تعد من المحرمات فى حياته ، كان عليه أن يعمل بهدوء من أجل تجريد المشير من الركيزة الأولى والتى تعد أهم تلك الركائز الثلاث التى يستند عليها ..
استعمل حسنى مبارك سلطان المال للسيطرة على المشير ، كانت القصة هى شركة لتجارة السلاح تسمى الأجنحة البيضاء The White Wings أنشأها مبارك وكان مقرها باريس ، كان ذلك فى عام 1982 .. اقنع مبارك المشير كى ينضم معه فى شراكتها ، لم يكن ينقص مبارك المالى ليطلب شراكة المشير ، لكنه كان يريد السيطرة عليه من خلال سلطان المال ..
كان اللواء طيار منير ثابت ( شقيق سوزان مبارك ) وحسين سالم ( الشخصية الخفية فى حياة مبارك ) ومحمد نصير ( كان يعمل فى أعماله الخاصة مجدى راسخ والد هايدى راسخ التى تزوجها علاء مبارك ) يعملون كمساعدين لمبارك فى شركة الأجنحة البيضاء .. خرجت الرائحة فى شتاء عام 1986 ، وطلب المشير أن ينسحب من تلك الشراكة .. فشل مبارك فى خطته وخرج المشير وأوضح الفشل شخصية المشير المحافظة التى تبعد عن المناطق الرمادية ..
بدأت المرحلة الثانية بعد فترة ليست طويلة فى نسج خيوطها طبقا لما ظهر من معطيات من شخصية المشير فى المرحلة الأولى ، كان ذلك فى الربع الأخير من صيف عام 1986 ومهد مبارك للمرحلة الثانية بعملية ” نفخ ” فى شخصية المشير ..
بدأت ملامح هذا ” النفخ ” عندما ظهر المشير على شاشة التليفزيون عدة مرات وهو يقف فى غرفة العمليات يشرح سبل مقاومة المد الشيوعي الذى يحزّم مصر فى شكل هلال ( كان يقف أمام خريطة ويشير بعصاة فى يده إلى اليمن الجنوبى وأثيوبيا وليبيا ) ..
كان هدف مبارك من ظهوره هو مخاطبة الداخل والخارج معا ، ففى الداخل بيّن ظهوره على أنه يسيطر على الأمور وأن مبارك يعمل تحت حماية المشير ، خاصة بعد أن سيطرت قوات الصاعقة على معسكرات الأمن المركزى بعد تمردها فى فبراير 1986 ، أما فى الخارج فقد أعطى مبارك إشارات لأمريكا مفادها أن المشير هو رجلكم فى مصر والمحارب الأول ضد الشيوعية ..
بدأت التروس تدور فى تنفيذ المرحلة الثانية ، كانت متعددة الأطوار وتتحرك بهدوء وحرص شديديْن بسبب شخصية المشير التى لا تغامر ولا تقبل التوريط ، يمكن أن نضع أطوار تلك المرحلة فى النقاط التالية :
* حسنى مبارك يزور الجيش الثانى الميدانى ويعقد لقاءً مفتوحا مع الكثير من ضباطه ، كان المشير يجلس بجواره مع رئيس الأركان .. يقف أحد شباب الضباط فى المنطقة الوسطى حيث يجلس آلاف الضباط ، يصيح الضابط أثناء إلقاء مبارك لكلمته ” يا فندم مفيش عندنا رادع استراتيجي .. يا فندم الجيش كده عريان ” .. يقف بعض شباب الضباط ويؤيدون ما قاله زميلهم ، مبارك يبدى بعض المفاجأة المصطنعة من مقاطعته لكنه يبتسم ابتسامة خفيفة .. قائد الجيش يقف مصدوما وأصفر الوجه مما حدث ويطلب بيديه التزام الصمت ..
* بعد أيام يذهب أحد كبار ضباط الحرس الجمهورى للمشير ويخبره بأن الرئيس غاضب مما حدث فى لقائه الميدانى ، يبدى الضابط أثناء حديثه مع المشير تضامنه مع الضباط الشباب الذين تحدثوا ويعرب عن نيته الحديث مع الرئيس بضرورة تغطية الجيش برادع استراتيجي ..
* يعود ضابط الحرس الجمهورى إلى المشير ليخبره أن الرئيس لا يمانع فى بدأ التحرك نحو إيجاد الرادع الإستراتيجي ، والذى تفتقده مصر منذ محاولة إنشائه فى منتصف ستينات القرن الماضى لتوقفه على يد الموساد بفضل مجهودات رئيسها الداهية أيسر هارئيل ، والذى دفع وظيفته ثمنا رخيصا فى مقابل حرمان مصر منه ..
* تثمر مجهودات المشير عن زرع أحد عباقرة مصر العسكريين فى أحد مراكز الصواريخ فى وكالة ناسا .. كان ضابطا برتبة مقدم وكان اسمه عبد القادر حلمى .. رتبت له المخابرات المصرية قصة للخروج من مصر بحجة الاضطهاد الدينى الذى قال أنه يعانى منه ، كانت أمريكا فى تلك الفترة تتبنى مساعدة الفكر الإسلامى الجهادى فى أفغانستان لاستنزاف الإتحاد السوفيتى بالدماء الإسلامية ..
كان الشاب العبقرى عقب تخرجه قد حصل على جائزة تقديرية من وزير الحربية حينها – الفريق أول أحمد إسماعيل على – لاختراعاته المميزة.. ظهر عبد القادر حلمى فى كاليفورنيا وأطلق لحيته وارتدت زوجته الزى الإسلامي وكان دائم الحضور على أحد المراكز الإسلامية هناك .. حصل على عمل فى وكالة ناسا وفى أحد الأقسام الهامة والقريبة من صناعة الصواريخ ..
* المشير يتحرك فى طريق مواز آخر ويقوم بالتعاون مع العراق والأرجنتين لصناعة صاروخ حديث يتجاوز مسافة 1300 كم .. أطلق عليه اسم كوندور – طائر أسطورى فى أمريكا اللاتينية – وكان نسخة من الصاروخ الأمريكى ” بيرشنج 2 ” ، كان صاروخا بالوقود الصلب وأنتجته أمريكا فى عام 1982 وقامت بإنتاج نسخة معدلة منه فى عام 1985 ..
ظهرت النسخة المعدلة من الصاروخ الأمريكى فى التصميمات التى قدمتها مصر فى إطار المشروع المشترك ” كوندور ” ، كان ذلك يعنى أن بصمات عبد القادر قد أتت أكلها .. تخطى عبد القادر حلمى حدود عبقريته فى عمل آخر طلبه منه المشير ، كانت مكالمة من مقر وزارة الدفاع فى القاهرة ونطق بها اللواء حسام خيرت والذى كان الملحق العسكرى لمصر فى فيينا ” أبونا عايز المادة الكربونية بأى ثمن “..
كانت تلك المادة تخفى البصمة الحرارية للصاروخ عن الرادار وتزيد من مداه بسبب ما تحدثه من تقليل احتكاكه بالهواء ، ينجح عبد القادر فى شحن كمية كبيرة منها إلى مصر عن طريق طائرة نقل عسكرية مصرية وصلت إلى أمريكا وتحمل الحصانة الدبلوماسية ..
تبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة للتخلص من المشير وهى إبلاغ الأجهزة الأمريكية بما يفعله عبد القادر حلمى .. تُلقى المباحث الفيدرالية القبض على عبد القادر حلمى وتبين التحقيقات أنه جند أكثر من عالم أمريكى للصواريخ .. تطلب أمريكا وقف برنامج الصواريخ المصرى فورا وإعادة المادة الكربونية ومعاقبة المسئولين عن ذلك ..
فى أبريل 1989 يغادر المشير منصبه كوزير للدفاع بعد أن نجح مبارك فى نزع الغطاء الأمريكى عنه .. فى ديسمبر 1989 يُحكم علي عبد القادر حلمى بالسجن لأربع سنوات ، تذهب زوجته فى صحبة طفليْها إلى القنصلية المصرية فى كاليفورنيا لطلب المساعدة بعد القبض عليه ، تقوم القنصلية بطردهم وتقضى الأسرة عدة أيام فى مسجد مجاور فى رعاية فاعلى الخير ..
يجتمع مبارك بالمسئولين الأمريكيين بعد إقالة المشير ويبدى العتاب عليهم فى حديثه : ” أليس هذا رجلكم الأول فى مصر ؟! ، لقد صنع ما صنع رغم تحذيرى له ، كنت أظنه أنه قد سمع تلك التحذيرات ، لقد اتضح الآن أنه خدعنى وخدعكم أيضا … ” …
استدار مبارك إلى الداخل للتعامل مع الركيزتين المتبقيتين ، كان الداخل دائما فى يد الحاكم المصرى يحركه كيف يشاء ، كان يكفى خبر فى الصحف عن قصة غرامية تربط المشير مع إحدى السيدات – لوسى آرتين وهى مصرية أرمنية – لهدم هذا الرجل الشامخ واغتياله معنويا أمام الجيش والشعب معا وفى لحظات ..
كان المؤلم فى الخبر أن المشير هو من يمسك على مبارك الكثير من القصص فى هذا المجال ، وضمنها قصة فنانة مصرية معروفة تم إسقاطها من شرفتها فى لندن بعد أن أصرت على كتابة مذكراتها التى تقص أنباء ما حدث لها فى قصر العروبة وما واجهته على يد المقدم صفوت الشريف فى النصف الأول من ستينات القرن الماضى ..
( لمزيد من المعرفة ننوه إلى مقال بعنوان ” 21 يونيه 2001 ، هل تذكرون ؟! ” لكاتب المقال على مدونته ) ..
لقد رحل المشير فى 6 سبتمبر 2008 بعد أن فرض عليه القدر حصارا مزدوجا من المرض الخبيث ومن مبارك الذى رفض خروجه لتلقى العلاج رغم مناشدات القادة العرب ليضمن بقاء ما يحمل المشير من أسرار تحت سيطرته .. المشير تحت الإقامة الجبرية بأمر من مبارك ، ها هو الرجل الذى فك حصار مصر فى عسرتها عدة مرات يرفض مبارك سفره إلى الخارج فى مراحل المرض الأولى حيث التغلب عليه كان فى متناول الأطباء ، تتكاثر الخلايا فى جسده ويسقط البطل مؤجلا الحسم ليوم عظيم ..
يقول مراسل إذاعة BBC فى لندن أحمد مصطفى فى مقالته المنشورة فى 8 سبتمبر 2008 عن المشير ما يلى : ” التقيت بالمشير فى احتفالية القوات المسلحة بمرور 25 عاما على حرب أكتوبر – يقصد عام 1998 – وكنت أحاول إقناعه بالتسجيل لبرنامج وثائقى كنت أعده ، لكنه رفض .. شاهدت بنفسى تعبيره حين سخر من الرئيس وأعوانه على مسمع منهم بطريق أفزعتني خوفا .. ساعتها ابتعدت وأنا أحاول النجاة بنفسى ولم أعد مهتما بالتسجيل معه من عدمه ” ..
يقول الخبير العسكرى اللواء شوقى فراج ما يلى : ” عشت مع المشير أبو غزالة في الجيش الثاني عندما كان قائدًا للمدفعية ، وكنت أنا رئيس مهندسي الجيش الثاني ، وقد لازمته يوميًّا في الفترة من أكتوبر 71 حتى أبريل 74، ولمست من خلال هذه المعايشة أنه- رحمه الله – كان رجلاً بمعنى الكلمة ، فقد ضرب أروع الأمثلة في الجرأة والشجاعة والذوق والتواضع ، لقد خسرت مصر رجلا من أعز الرجال عندما أقيل المشير ، لقد أدت إقالته إلى صعود أنصاف رجال آخرين صعدوا إلى عنان السماء وهم لا يساوون شيئًا ، وما قيل في حقه غير منطقي وغير معقول ، وإنما مجرد مؤامرات تم تدبيرها ضده ، وأدعو الله أن يتغمده برحمته وأن يجعل كل ما قدمه لمصر في ميزان حسناته ” ..
أما المهندس حسب الله الكفراوى فقد صرح أكثر من مرة وعقب وفاة المشير أبو غزالة بأنه – رحمه الله – حلف أمامه على المصحف بأنه لم تربطه علاقة مع لوسى آرتين أو غيرها طوال حياته إلا زوجته السيدة أشجان ..