| ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الخميس 24 ديسمبر 2009, 1:40 pm | |
| لكن العناية الإلهية لم تنسنى فأثناء تفكيرى ومحاولة تدبير الحاجات بما تبقى معى من راتب وجدت أحد أصحاب دور النشر يطلب منى إعادة طباعة بعض الكتب التى طرحت بالأسواق لشدة إقبال الجمهور وطلبه المستمر لها فوافقت فى الحال، وكان عائد هذه الكتب هو مصدر الدخل الوحيد لى طوال فترة النفى، ورغم أن مشكلة الإنفاق والمصاريف قد دبرت إلا أننى كنت أعانى المشاكل النفسية التى تمزقنى وتشتت أفكارى، فالكتابة تمثل كل حياتى وكيانى فأصبحت تطاردنى مشاهد من داخل «روزاليوسف» وأيام نزولى إلى حجرة الأرشيف واطلاعى عليه وأنا أقرأ وأتأمل إعلانات كانت تنشر قبل قيام الثورة وطرد الملك فأين سعد حسين المطرب الصاعد الآن؟!
وهل كان يعلم بما سيحدث من ثورة وإذاعات موجهة ترسم اتجاهات وأذواق البشر.. كيان كامل اختفى وذاب كما يذوب الملح فى الماء، أصبحت خيالات أننى سأختفى ولن أصبح حتى ذكرى ليتذكرنى الناس تطاردنى من غرفة نومى إلى البلكون إلى الصالون، وحتى وأنا بجوار الراديو أستمع إلى موسيقى وغناء عبدالوهاب لا تتركنى هذه الأفكار المجنونة والمحطمة، عشت ومررت بحالة نفسية سيئة جداً كنت أشعر فى معظم الأحيان بأننى أنتظر تنفيذ حكم بالإعدام أو قرار بالإفراج وكل هذا لأننى أعلنت عن رأيى فى الماركسية وهتلر والنازية فى مقالتين، وكان جزاء الرأى النفى فقد تحولت مصر فى تلك الفترة إلى مقبرة للمفكرين وأصبحت الكلمة لا تصل صحيحة للناس، وأبرهن على ذلك «بأن أكبر دليل على تزييف الكلمة ما قرأناه وسمعناه بالكذب عن انتصارات ساحقة فى حرب ٦٧ من الإذاعة والصحف المصرية»، ولذلك بدأت أخرج كل ما بداخلى فى الكتابة.. | |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الخميس 24 ديسمبر 2009, 1:42 pm | |
| والكتابة الخفية التى لا يراها أحد غيرى.. فبدأت أكتب مجموعة موضوعات غريبة وعجيبة عن أينشتاين وغيره من الفلاسفة وأخرجت كل حنقى على الاشتراكية والديكتاتورية، ولكنى كنت أشعر فى أحيان باليأس فكيف أقوم بكتابة رأيى حيال ما يحدث فى مصر ثم أقوم بإخفائه وتخبئته فبدأت بكتابة كتاب «الإسلام والماركسية» وحاولت أيضا أن أكسر هذا الشعور الرهيب بالوحدة، فاتجهت إلى القراءة بشكل شرس وتعمقت فى المسرح حتى قمت بكتابة ثلاث مسرحيات أخرجت فيها كل ما كان يدور بداخلى من مشاعر بالظلم، وتناولت بداخلها النظام الديكتاتورى الموجود وقتها، والذى قام بتعذيب وتهجير وتشريد وسجن وقتل المفكرين والكتاب لأنهم يريدون الإصلاح ويعبرون عن أفكارهم وآرائهم فى كل ما يحدث حولهم، وكل هذا أظهرته فى كتابتى لثلاث مسرحيات «الإنسان والظل، الزلزال، الإسكندر الأكبر» ـ وأخفيتها حتى مات عبدالناصر وقمت بنشرها فى عهد السادات وهذه المسرحيات حاولت بها مسرحة الواقع السياسى والاجتماعى الذى واجهته مصر وقتها، فقد كانت أفعال عبدالناصر جميعها شكلاً من أشكال الفوضى الخاطئة | |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الخميس 24 ديسمبر 2009, 1:42 pm | |
| وطالت فترة حجبى ومنعى من الكتابة حتى أنها وصلت إلى عام كامل من العزلة فى منفاى، وفى إحدى الليالى الصافية الجميلة فوجئت بكامل الشناوى يقوم بزيارتى ويقول لى مقولته الشهيرة: أنت تلحد على سجادة الصلاة، ولهذا فقد قمت بزيارة هيكل وتحدثت معه عن الأزمة التى حدثت لك وهو يريد رؤيتك فى مكتبه بالأهرام. وفى اليوم التالى ذهبت إلى هيكل وقابلنى بقوله: إزيك يا مصطفى وعامل إيه.
قلت له: أنا مش كويس طول ما أنا بعيد عن الكتابة. فقال لى: ارجع اكتب من اليوم لو حبيت. فسررت بشدة ولكننى كنت على يقين بأن هيكل هو الوسيط الوحيد الذى يمكن أن يقبل عبدالناصر منه كلاماً أو وساطة فى موضوعى لمدى قربه منه وثقته فيه ولكننى لم ألجأ إليه منذ البداية.. وعندما سألناه لماذا لم تلجأ إليه رفض الخوض فى التفاصيل وانتقل إلى موضوع آخر. قال مصطفى محمود: لأن القدر يلعب دوره دائما معى فبالترتيب الإلهى فقط.. حدث أثناء عام النفى والحجب عن ممارسة الكتابة أن قابلت زميل الدراسة فى كلية الطب وصديقى الذى كان حبيباً إلى قلبى الدكتور أنور المفتى، وكان يعمل طبيباً خاصاً لعبدالناصر وطلبت منه التحدث إلى عبدالناصر لكى أعود إلى الكتابة من جديد، ووجدته يقول لى: يا مصطفى أنت تعرف مدى حبى الشديد لك وبسبب هذا الحب فكرت حينما علمت بمنعك من الكتابة أن أتحدث إلى عبدالناصر أثناء إشرافى الطبى اليومى عليه، لكننى تراجعت لأن هناك قصة منتشرة حوله وهى أنه يجازى من يطلبون منه طلبات خاصة، حيث تجرأ ذات مرة سائقه الخاص وطلب منه طلباً خاصاً فأصدر قراراً بفصله من العمل فى اليوم التالى مباشرة، ولهذا فقد انتابنى شعور الخوف لأنه سيترتب على ذلك إبعادى عن عملى ووظيفتى كطبيب خاص له مثلما أبعد سائقه الخاص، | |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الخميس 24 ديسمبر 2009, 1:43 pm | |
| كما أنه يمكن أن يظن أننى أؤمن بنفس أفكارك وبالتالى سيترتب على ذلك شعوره بأننى خطر على حياته، خاصة وأنا طبيبه الخاص فيلفق لى تهمة ترمينى وراء الشمس وأنا لى زوجة وأولاد كما تعرف، كما أننى بحكم قربى منه سمعت وعرفت وشاهدت كيف يختفى من الوجود من يعارضه بمجرد إشارة من إصبعه خاصة وإنه يكرهك ويقول عليك «الواد ده ملحد وخطر على المصريين»، فقلت له لهذه الدرجة كرهه لى وقسوته مع من يتعاملون معه، فقال الدكتور أنور المفتى:
عبدالناصر يتمتع بعصبية غير عادية ومريض بجنون العظمة ويمكن أن تقول عليه «مجنون بذاته».. والغريب أنه بعد أقل من ثلاث سنوات توفى الدكتور أنور المفتى فى ظروف غامضة وتعددت الشائعات حول وفاته.. لكن الثابت فى التحقيقات أن زوجته قالت إنه ليلة وفاته بعد عودته إلى المنزل «تناولنا العشاء، وبعد ذلك نظر فى المرآة بعض الوقت وقال لى أشعر بأنى لن أعيش أكثر من أربع ساعات» إذ أنه اكتشف أعراض تسمم تظهر عليه ومن بينها كان «بؤبؤ» عينيه يتحرك وهذا الحادث أثر على كثيراً.. وأثارنى أنا وغيرى من أصدقاء الدكتور أنور المفتى.. ولم نجد تفسيراً أبداً لهذا السؤال: من اليد الخفية وراء مقتل أنور المفتى.. ومن المستفيد من وفاته!
والعجيب أنه أثناء انشغالنا بهذا الحادث كثيراً فوجئنا بوفاة عبدالحكيم عامر بنفس الأسلوب دون تفسير أو إعلان عن حقيقة ما حدث له، وزاد الأمر بشكل كارثى بعد نشر التحقيقات مع صلاح نصر عقب القبض عليه، واعترف بأنه كانت دائماً بحوزته سموم من أنواع نادرة وكان يستعملها كلما وجد الحاجة لإسكات بوق عالى الصوت. وانتهت هذه الحكايات بموت عبدالناصر نفسه.. هناك تساؤل يجب ألا يمر دون أن نقف أمامه وهو: كيف توفى جمال عبدالناصر؟! | |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الخميس 24 ديسمبر 2009, 1:43 pm | |
| قيل عن وفاته الأقاويل الكثيرة والمتعددة، وكان من بينها أنه مات مسموماً، ولكن الحقيقة أن عبدالناصر مات لأنه مريض بالسكر ولتقصير وإهمال الطبيب فى تشخيص حالته الصحية بالخطأ، فكان يمكن إنقاذه من الموت بحقنة جلوكوز فى الوريد فتنتهى أزمة وغيبوبة السكر التى تعرض لها، ولكن أخطأ الطبيب الذى يعالجه أو ربما تعمد الطبيب أن يخطئ وعرف تشخيص حالته بشكل صحيح ولكنه لم يسعفه فقد مات عبدالناصر نتيجة غيبوبة السكر التى هاجمته، حيث كان مريضاً «بالسكر البرونزى» وهو أحد أندر أنواع مرض السكر، ومن أسهل ما يمكن أن يموت مريض هذا النوع فى حالة إذا تعرض للإهمال الطبى، وهذا هو ما حدث. | |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الخميس 24 ديسمبر 2009, 3:02 pm | |
| اعترافات خاصه للدكتور مصطفى محمود قدمها للكاتب الراحل محمود فوزى هذه الاعترافات عثرت عليها هى خارج مذكراته هذا حوار بين مصطفى محمود والكاتب الراحل محمود فوزى وسأقوم بتكمله المذكرات قريبا بأذن الله
| |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الخميس 24 ديسمبر 2009, 3:04 pm | |
| أسرة الصحفي محمود فوزي: هذه اعترافات د.مصطفي محمود الخاصة تعاطفت مع الماركسيين علي الرغم من أنني لم أدخل يوماً معهم أو حتي ضدهم في تنظيم.. لكن حدث ذلك بحكم تعاطفي مع الموقف العلمي والمادي والفكر المادي الجدلي > قصة الشك وتاريخها مرتبطان بطبيعة تكويني الفكري ومن طبيعة المفكرين أن يعيدوا النظر في المسلمات.. وشكي كان منهجياً وليس عنادياً > الشيوعيون رفعوني إلي السماء فلما اختلفت معهم قالوا إنني درويش و أهبل> اعترافات مصطفي محمود» هو رؤية المؤلف لخريطة أعماق الطبيب المفكر والفيلسوف الدكتور مصطفي محمود والدخول إلي جزء من حياته لم يتمكن أحد من الدخول إليه للتعرف علي لفائف ذكرياته والتي استطاع المؤلف أن يخرجها لأول مرة من خلال التعرف علي تجربته الحقيقية من الشك إلي اليقين، والدور الأساسي الذي لعبه القرآن في انتقاله من حالة الشك والإلحاد إلي سكينة اليقين والإيمان.
اعترافات مصطفي محمود» مع الكاتب الكبير محمود فوزي تعد من أجرأ وأهم الاعترافات عن موضوعات شائكة عن الحرية وجدوي الحياة ولغز الموت ومعني الخير والشر وحقيقة وجود الله والبعث بعد الموت.. إنها اعترافات تشد القارئ إلي القراءة الجادة والتفكير العميق والتأمل والاستمتاع بالمثابرة، والتوغل في الأعماق في محاولة للفهم المؤدي إلي الحقيقة.
إنها اعترافات للمفكر الفيلسوف الدكتور مصطفي محمود الذي ودع دنيانا في هدوء صباح يوم السبت الموافق 31 أكتوبر 2009.. رحمه الله بقدر ما أعطي من أعمال وبقدر ما هداه الله الحق إلي الحق مؤمناً بحكمته التي عمل بها «أنا لا أريد أن أقابل الله بصفة الفنان أو المؤلف أو المفكر.. للكني أريد أسرة محمود فوزيأن ألتقي وجهه عز وجل كجندي من جنود كلمة لا إله إلا الله.. كخادم لكلمة لا إله إلا الله.. وأن يتقبلني إنه الغفور الرحيم ».
| |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الخميس 24 ديسمبر 2009, 3:06 pm | |
| د. مصطفي محمود.. ما حقيقة الشائعات التي ترددت بين الحين والآخر بأنك أصبت بلوثة عقلية وانتابتك حالة هستيرية نقلت علي إثرها إلي مستشفي الأمراض العقلية «الخانكة» وأنك غيرت دينك لأن ابنتك «أمل» مرضت مرضاً خطيراً ورأت السيد المسيح في المنام وقال لها: إن لم يتنصر أبوك فلن تشفي أبداً، ولما تنصرت شفيت؟. ولماذا تلاحقك الشائعات دائماً كل فترة؟ أقول لك أكثر من هذا، فهناك شائعات أخري غير التي ذكرتها، فقيل أيضاً: إنني سافرت كندا وهناك غيرت ديني، ثم قصة شائعة في استراليا، وهناك من قال: إنني في الدير أتعبد مع الأنبا شنودة! وكلها شائعات لا أساس لها من الصحة مطلقًا، كيف أكون مسيحياً وأنا أعيش في جامع وأصلي جماعة مع إخواني المسلمين.. صدقني كلها شائعات لا دليل أو أثر لها مطلقاً..
لا أعرف ماذا حدث بالضبط.. أشياء مختلفة وغير مفهومة خرجت جميعا في وقت واحد.. والناس في مصر من طبيعتهم أنهم يصدقون أي شيء علي الإطلاق.. ثم ضرب لي الناس تليفونات ليطمئنوا علي حقيقة ما يقال فيفاجأون بأنني: أرد عليهم، والبعض جاء يصلي الجمعة في الجامع فيفاجأون بأنني أصلي معهم.
| |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الخميس 24 ديسمبر 2009, 3:07 pm | |
| > وما مبعثها الحقيقي؟!
- هي اختلاق صرف ولا تفسير لها سوي أنها من وحي خيال الخصوم يرون أنه ليس هناك رد يمكن أن يردوا به علي ما أكتبه سوي هذه الشائعات لأنهم لا يستطيعون مواجهتي!.
> من تتوقع أن يروج لمثل هذه الشائعات؟
- الحقيقة أن الرموز الإسلامية في مصر مستهدفة وأنا واحد منهم.. والعدو إذا عجز عن مواجهتك أو افتقد الوسائل التي ينالك بها فسوف يوجه لك طعنة في الظهر.. في الخفاء.. عن طريق الشائعات.. يروج أي كلام يحيق بك الضرر. خاصة أنك تعلم أن لي خمسة كتب عن الشيوعية ويمكن أن تتصور أنها حالة ميئوس منها، بل إنها لفظت أنفاسها بالفعل.. ونكس الشيوعيون وجوههم في الأرض. بعد أن انتهي كل شيء ولم يعد هناك ما يقال.. فلن يبقي إذن إلا هذه الشائعات..
أيضاً يمكن أن يكون مصدر هذه الشائعات «الموساد» الإسرائيلي.. والحقيقة أن المخابرات الإسرائيلية تبدو أصابعها وراء شائعات كثيرة، والموساد حريص علي هذا ويتمني أن تتحول مصر إلي لبنان. وأن يشتبك المسيحي مع المسلم، وواضح أنهم يركزون علي مسألة المسلم والمسيحي بأشكال مختلفة في مصر، ولكن الحمد لله تفشل محاولاتهم.. ولكن بلا أدني شك فإن مصر مستهدفة دائماً. | |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الخميس 24 ديسمبر 2009, 3:09 pm | |
| > هل هم خصومك.. أيد خفية تحاول أن تسقطك في الخفاء؟!
- نعم .. لا بد أن يكونوا خصوماً.. من الجماعات التي أهاجمها، ومن المعروف أنني أهاجم اليسار والشيوعية والناصرية وإسرائيل، فمن الممكن أن يكون أحد هؤلاء لا يجرؤ ولا يستطيع الوقوف في مواجهتي فلم يجد أمامه إلا أن يسلك هذا الطريق.
> ما الذي أسفرت عنه تقارير جهات الأمن في مصر عن هذه الشائعات؟!
- لم يستطع أحد أن يضع يده علي شيء... فالحقيقة أن هناك جبهة شائعات في مصر... جهاز منظم للشائعات لكن جانبهم التوفيق هذه المرة.. فلا يعقل أن تقول: إنني في كندا وأستراليا والخانكة في وقت واحد وأنا في الحقيقة موجود في الجامع في مصر، فهذا لن يخيل علي أحد في مصر علي الأقل، فمن الممكن أن يخيل علي الذين خارج مصر من الدول العربية، وحتي إذا تحقق لهم ذلك، فلن يستمر أكثر من شهر أو اثنين علي أكثر تقدير!.
> هل كنت تتوقع اغتيالك بعد هذه الشائعات.. هل كان يتبعك رجل أمن مسلح تحسباً لأي مكروه أو ضرر يمكن أن يصيبك؟!
- لدينا حراسة في المسجد.. والمساجد دائماً في حراسة ونحن أكثر من مجرد مسجد.. نحن مركز إسلامي.. مركز طبي يضم أحدث الأجهزة الطبية العالمية.. ومركز توعية متعدد الأنشطة، وبالطبع كل هذا عليه حراسة.. وبوجه عام فإن رؤساء التحرير في مصر عليهم الآن حراسة ولكن أنا من أشد المؤمنين أولاً وأخيراً بأن الأعمار بيد الله سبحانه وتعالي.
> هل استندوا في شائعاتهم إلي كثرة اطلاعك وقراءتك في الأمور الدينية؟ هل المؤمن يمكن أن يغير دينه؟!
- مطلقاً.. وهناك فرق.. فالإيمان عن قناعة له ركائز من العقل والاقتناع... ومن أجل هذا أنشأت هذا المسجد وعشت فيه.. ولكن هناك من يكره ذلك.. هناك من يود أن يطعن الرموز الإسلامية في مصر طعنة نجلاء وأنا بالطبع واحد منهم..
| |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الخميس 24 ديسمبر 2009, 3:10 pm | |
| > د. مصطفي محمود ألمح آثاراً علي يدك لجرح قديم.. هل هذا من آثار الشيخ محمود الذي كان يضربك لهروبك من الكتاب لتجلس علي الترعة ولذلك لم تحفظ القرآن.. هل هذا أثر من آثار الشك أنك لم تحفظ القرآن كاملاً؟!
- كان زمان حين يقوم الشيخ محمود بتحفيظنا القرآن ونخطئ كنا نتعرض لعصاه، ولكن ليس هذا هو الموضوع أبداً، ولكن قصة الشك وتاريخها أصلاً مرتبطان بطبيعة تكويني الفكري.. طبيعتي كمفكر.. فمن طبيعة المفكرين أن يعيدوا النظر في المسلمات.. إنهم يبدأون من البداية الأولي.. دائما يبدأون من صفحة بيضاء، فهم علي الدوام ضد المسلمات، فهذه هي الرحلة الطبيعية؛ تعني شكاً منهجياً وليس شكاً عنادياً، فهناك فرق بين أن يعاند الإنسان أو يجادل وبين ألا يسلم بالبديهيات أو يبدأ بالمسلمات بأن يكون منهجياً.
> د. مصطفي محمود.. كيف كانت رحلتك من الشك إلي الإيمان؟ مع أنك بدأت الصلاة في سن مبكرة في السادسة من عمرك ودون إكراه من أحد.. هل حين دخلت كلية الطب ووقفت أمام المشرحة أمام الجسد الميت وحاولت أن تكتشف الموت من خلال الكيمياء والطبيعة، ففشلت وتجسدت حيرتك في السؤال الأول: من أين وإلي أين؟!
- بالعكس.. الوقفة أمام الموت والوقوف أمام المشرحة كانت بداية عودتي إلي الإيمان.. لأن المفكر بطبيعته يعيد النظر دائماً في الأشياء وهو يختلف بالطبع عن الذين ينظرون إلي الأشياء بنظرة قلبية بلا أي شك.. لكن الإنسان حين بدأ فهو يبدأ بالفعل بالمسلمات الأولية التي أمامه.. ولكن ما الأشياء التي تقع تحت حسه، إنها بالطبيعة الأشياء التي تقع تحت حسه.. التي يراها ويسمعها.. فالحواس تصبح حينئذ هي أدواته القطعية للوجود المادي من حوله.. هذه هي البداية. إذن المنهج في البداية علمي صرف، ثم بعد ذلك التكوين والتربية العلمية الصرفة.
فالطبيب تربيته العلمية صرفة، فهو لا يعتمد علي الغيب مثلاً ولكن يعتمد علي المحسوسات، فيقيس الحرارة والنبض، فالعلم يبدأ من المحسوس وكذلك الفكر المادي.
ولكن الفكر المادي تطور بعد ذلك إلي فكر جدلي أو فكر ماركسي لا يؤمن إلا بالدنيا التي من حولنا فقط.
وهذا هو السر الحقيقي في أنني بدأت بالفكر المادي لأنني بدأت بالمسلمات الأولية العلمية ومن هنا بدأت أتعاطف مع الفكر المادي في كتابي الأول «الله والإنسان»، بل وتعاطفت مع الماركسيين، علي الرغم من أنني لم أدخل يوماً معهم أو حتي ضدهم في تنظيم. لكن حدث ذلك بحكم البداية.. بحكم تعاطفي مع الموقف العلمي والمادي، والفكر المادي الجدلي، حدث ذلك حين كتبت هذا الكتاب في عامي 1954، 1955 ثم صدر بعد ذلك في عام 1956.
ولكن منذ عام 1957 دخلت في مرحلة جديدة وطويلة مع النفس.. مراجعة طويلة هادئة.. تلك المراجعة التي ركبت فيها جميع المواصلات والوسائل الممكنة بداية بالعلم.. والفلسفة وعلم النفس، ثم بعد ذلك الأديان بداية بالفيدات الهندية وزرادشت وانتهاء بالأديان السماوية حتي المنتهي.. القرآن الكريم.. وحين وصلت إلي القرآن الكريم كانت هناك كل هذه الخلفية الطويلة.. وأقولها بكل صدق.. وجدت كل هذا في عباءة القرآن الكريم، فهي رحلة طويلة والذي يصل إلي نهايتها يقف علي أرض صلبة بأقدام ثابتة وقلب مفعم بحب الله سبحانه وتعالي.. قلب لا أثر فيه لأدني شك مطلقاً..
| |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الخميس 24 ديسمبر 2009, 3:12 pm | |
| > د. مصطفي محمود.. أنت المفروض أنك مؤمن.. فما الذي قادك إلي الشك في وجود الله.. ما الأسس التي استندت إليها وجرفتك إلي بحار الشك المظلمة؟
- إنها قصة قديمة جداً حين كنت أخطو أولي خطواتي.. وكنت ما أزال مراهقاً صغيراً لم أتجاوز 16 عاماً.. بدأت برفض المسلمات.. لم أكن أريد أن آخذ شيئاً عن أبي أو أمي، ولكن كنت أريد أن أجتهد اجتهاداً شخصياً.. وبدأت بالمحسوس الذي أمامي ولم أبدأ بما وراء الطبيعة وقد تمثل هذا المحسوس في الطبيعة «الفيزياء».. فوجدت الفيزياء والكيمياء عاجزتين عن أن تفسرا لي شيئاً.. عاجزتان عن أن تفسرا لي الحياة والموت.. ومن أجل ذلك استعنت بالفلسفة فوجدت أنها في حاجة إلي فلسفة لتعينها! فبدأت بالأديان.. بوذا وزرادشت وعيسي وموسي ومحمد.. فوجدت كمال الأمر كله في القرآن.. وكانت هذه هي المرحلة الطبيعية.
> إذا كنت قد اتجهت بقلبك إلي الدين فما السبب الحقيقي الذي قادك إلي الشك واستتبع أن تكون جمعية للكفار؟! ثم تخرج بكتابك «الله والإنسان»، الذي تمت مصادرته لاعتراض الأزهر الشديد عليه؟
- منذ طفولتي المبكرة شعرت بقلبي وعقلي يتجهان إلي الدين.. وتستطيع أن تقول: إنني في الفترة ما بين سبع سنوات إلي اثني عشر عاماً كنت متجهاً للدين بكل حواسي ومشاعري.. أصلي الفروض جميعها في المساجد. وأستمع بإنصات واهتمام شديدين إلي الأئمة والشيوخ والدعاة في المساجد وكنت أتردد في هذه الفترة علي مسجد وضريح سيدي عز مع صديق لي يدعي «فرج» نصلي الفروض والسنن ونستمع إلي وعظ شيخ الجامع وندون ما يقول ونحضر المولد وحلقات الذكر إلي أن جاء يوم قال لنا فيه شيخ الجامع:
- «شوفوا يا ولاد.. أنا سأقول لكم علي طريقة تقضون بها علي الصراصيـــر والحشرات في البيت؟!.. طريقة دينية عظيمة جداً.. كل واحد يفتح الكراسة وسوف أملي عليكم هذه الطريقة العظيمة»!!
وأخذ يملي علينا «كلام خنفشاري»!!.. ورقة عبارة عن مزيج من الآيات والطلاسم!... ثم قال لنا الصقوا هذه الورقة علي الحائط وسوف تكتشفون أن الصراصير سوف تموت صرعي علي هدي هذه الطريقة الدينية العظيمة!.. وبالطبع فرحت من كل قلبي وكتبت كل ما قاله بالحرف الواحد ولصقته باهتمام شديد علي الحائط، منتظراً النتيجة الناجعة. لكن خاب ظني وأصبت بإحباط شديد، فقد تزايدت الصراصير وأصبحت أضعاف ما كانت قبل طريقة الشيخ، بل الأدهي من هذا أن الصراصير اتخذت من الورقة التي أمر بها الشيخ ملجأ لها!!.. فمن يومها أحسست أن الرجل نصاب كبير! وبدأت أشك في كل شيء ليس في هذا الشيخ بعينه ولكن في كل ما حولي.
وكانت هذه هي بذرة الشك التي زرعت في نفسي! زرعها شيخ وواعظ سيدي عز.. لم أشك في الورقة التي دعا إليها أو في حديثه ولكن اعتراني شك في كل شيء.. كان عمري وقتها 11 سنة بدأت أحاور وأرفض وبدأت تحدث فجوة بيني وبين الدين وتزايدت هذه الفجوة تدريجياً لدرجة أنني كونت جمعية كفار وعمري 12 عاماً!! وضربوني علقة ساخنة في الجامع!!.
كان تيار موجود علي الساحة أيامها يؤكد هذا الاتجاه ممثلاً في كتب دارون وسلامة موسي وشبل شميل.. كتابات شبل شميل كانت تدور حول دارون والدارونية والتطور، وسلامة موسي كان يغذي نفس الأفكار.. كانت ثورة علي الدين.. وأنا سرت علي هذا الطريق.. وهذا المنهج..
كنت أقضي يومياً 5 أو 6 ساعات في مكتبة البلدية وأقرأ في مختلف الاتجاهات وأدخل في مناقشات ومجادلات وخناقات تنتهي بالضرب والجري، خاصة بعد إنشاء (جمعية الكفر) هذه التي كانوا يعتبرون أفكارها دعوة للفكر.. وكان معي في هذه الجمعية صديق مسيحي اسمه «جرجس سعد» وخطورة هذا.. أن هذه الجمعية كانت ضد الأديان! كانت مرحلة غريبة في حياتي كلها علي الإطلاق!
ولو تأملت كيف ولماذا تكونت جمعية الكفر.. أو ما هو مبعث شكوكي في الأديان ستجد أن شيخاً واعظاً هو الذي قادني إلي الشك! فقد ولدت شكوكي علي يد شيخ!! والسبب في هذا أنه تحدث بجهل وخطأ.. وهذه أسوأ طريقة! فلا شك أن الوعظ الخاطئ يمكن أن يقود إلي كارثة مروعة، فالذي قاله شيخ سيدي عز لا يمت للدين بصلة مطلقاً، فهو لا شك رجل كذاب ودجال! علي أي حال فقد امتد هذا الموقف شوطاً طويلاً... إلي عام 1955 حين كتبت كتاب (الله والإنسان) ونشرته مسلسلا في مجلة روزاليوسف.. ويومها استدعوا إحسان عبدالقدوس وأجروا معه تحقيقاً، فكيف ينشر مثل هذا الكلام في مجلته!! وكان رد إحسان عليهم: أنا أؤمن بالحرية.. وأعطي هامشاً للحرية للكتاب في مجلتي.. فمن الجائز أنني لا أتفق مع مصطفي محمود فيما يكتب، لكنه حر فيما يقول ولا أستطيع أن أمنعه من أن يقول رأيه ومن يرد أن يرد عليه فله حق الرد.
ومن الطريف أن داراً حكومية هي التي نشرت هذا الكتاب هي دار الجمهورية للنشر وكان يشرف عليها وقتها أنور السادات: وقد حقق هذا الكتاب رواجاً كبيراً وأرقاماً قياسية في التوزيع ولكن وصلت بعض النسخ منه إلي علماء الأزهر فهاجوا وماجوا وقدموا شكاوي وتمت مصادرة النسخ المتبقية من الكتاب وقدمت للمحكمة واختاروا أيامها شهر رمضان بالذات للمحاكمة ليشددوا الحكم.
واستعنت أيامها بالمحامي الشهير محمد عبدالله الذي برع في تخصصه في جرائم النشر وقد تطوع بأجر رمزي لإيمانه المطلق ببراءتي ولرفضه المطلق أيضاً ما كان يحدث من بوليسية وقمع وقهر وإرهاب وديكتاتورية ومصادرة الكتب. وأذكر أنه يومها قال لي يا ابني ما كتبته في كتابك هذا يقرأه كبار الصوفية، وتصادف أيامها أيضاً أن قال لي كامل الشناوي عبارته الشهيرة حين قرأ الكتاب:
- يا ابني أنت تلحد علي سجادة صلاة.
نفس المعني قاله محمد عبد الله المحامي ولكن من خلال سلسلة مرافعات استند فيها إلي أقوال كبار مشايخ الصوفية والتي تتشابه كثيراً مع أقوالي.
كانت المحاكمة سرية في حجرة مغلقة، وقد وقف محمد عبد الله يترافع فيها بالساعات والقضاة يستمعون وقد ارتفع فيها واستند إلي أضابير الصوفية كلهم.
وفي نهاية الأمر أفحم القضاة الذين لم يجدوا بداً إلا إرضاء عبد الناصر، ولهذا فقد أصدروا الحكم دون حيثيات واكتفوا بالمصادرة دون عقاب.. والغريب أن المفتي كان قد قرأ هذا الكتاب وأبدي فيه رأيه بصراحة قائلاً: إن هذا أسلوب يبشر بكاتب كبير وعالم وربنا يهديه.
وكان هذا اعترافاً رسمياً من الدولة بدور هذا الكتاب! | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الأحد 27 ديسمبر 2009, 6:59 am | |
| |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الأحد 27 ديسمبر 2009, 8:10 am | |
| اليكم الجزء السادس من مذكرات الدكتور مصطفى محمود بعنوان ( محاكمه الناصريه )
إن غروب الشمس وانسدال العتمة فى حنان والنظام المحكم الذى يمسك بالنجوم فى أفلاكها وإطلالة القمر من خلف السحاب وانسياب الشراع على النهر وصوت السواقى على البعد وحداء فلاح لبقراته ونسمات الحديقة تلف الشجرات التى فضضها القمر كوشاح من حرير، إذا اقترنت هذه الصورة الجميلة من النظام والتناسق بنفس تعزف داخلها السكينة والمحبة والنية الخيرة فهى السعادة بعينها، أما إذا اقترنت هذه الصورة من الجمال الخارجى بنفس يعتصرها الغل والتوتر وتعشش فيها الكراهية وتنفجر داخلها قنابل الثأر والحسد والحقد ونوايا الانتقام فنحن أمام خصومة وتمزق وانفصام، نحن أمام هتلر لا حل له إلا أن يخلق حرباً خارجية تناسب الحرب الداخلية التى يعيش فيها، نحن أمام شقاء لن يهدأ إلا بأن يخلق شقاء حوله | |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الأحد 27 ديسمبر 2009, 8:11 am | |
| لم يستطع مصطفى محمود أن ينسى أيام العزلة.. أيام النفى.. رغم مرضه الشديد، لايزال يتصفح أوراق الحياة التى انطوت ويتذكر أيام الشباب التى ولت.. أيام من ربيع العمر.. فقبل أن يتكلم تنهد تنهيدة طويلة وقال: ليت الشباب يعود يوماً ثم قال: كانت أيام الشباب مليئة بالحيوية والصراع والمنافسة، التى ربما كانت تغضبنى كثيراً، ولكنها كانت أياماً جميلة مرت كالنسيم فى ظلمات ليال صيفية بديعة ثم ابتسم قائلاً.. وكانت هذه الأيام أيضاً جميلة بالنسبة لهيكل.. التى تبدلت بعد ذلك فى عهد السادات إلى أيام صعبة بالنسبة له انتهت باعتقاله..
فهو الصحفى الوحيد المقرب لجمال عبدالناصر فيثق فيه ويستمع إليه وكان منتشراً بين جميع الصحفيين والكتاب والمفكرين سواء كانوا صغاراً أو كباراً أنه «يا ويل من يغضب عليه هيكل»، وأرجح أن غضب هيكل قد أصابنى وكان سبباً فى حرمانى من الكتابة عاماً كاملاً فبعد أن كتبت مقالتين حملتا عناوين «هتلر والنازية والخروج من مستنقع الاشتراكية» وقبل أن أنشرهما قال لى أحد الأصدقاء: «المقالتان ستثيران غضب هيكل الذى لن ينسى أو يسهو أن ينقل غضبه لعبدالناصر وأنت تعلم مدى انصياع عبدالناصر له وثقته فيه»، ولكننى أصررت على نشرهما فى «روزاليوسف» وبعد نشر المقالتين بشكل متتال، ما توقعه صديقى تحقق فبعد النشر مباشرة صودرت أعداد روزاليوسف من الأسواق وخرج قرار إيقافى عن الكتابة وكان المضحك أنه غير مسبب بمعنى «لم يصاحبه بشكل واضح سبب قرار الإيقاف»، ولكنى بالطبع كنت أعلم سبب الإيقاف وقام بإبلاغى قرار الإيقاف كما ذكرت من قبل إحسان عبدالقدوس. | |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الأحد 27 ديسمبر 2009, 8:12 am | |
| ولقد تضمنت المقالتان هجوماً عنيفاً ضد عبدالناصر والذى لم تكن له حسنات تذكر على الإطلاق، فمن البداية استولى على قيادة الثورة ونشر العمل المخابراتى فى جميع أرجاء مصر فأصبح الجميع يكتبون تقارير سرية فى بعضهم البعض، وأصبح داخل كل أسرة شخص منها يتجسس عليها ويرفع التقارير إلى القيادات، فهذا بمنتهى البساطة وصفى لعهد عبدالناصر، وقد اكتفى الفيلسوف الكبير مصطفى محمود فى هذه الحلقة بهذه الكلمات التى تبدو قليلة ولكنها تحمل فى مضمونها معانى خطيرة ليطلع القراء على نص المقالتان اللتين تسببتا فى حرمانه عاماً كاملاً من الكتابة وهزتا كيان عبدالناصر، ولكن بعد أن قام بتعديلهما (وذلك لكى تشمل المقالتان العهد الناصرى بكامله وما ترتب عليه وأضاف لهما الأحداث الزمنية الجديدة) وقام بنشرهما مرة أخرى بعد موت عبدالناصر أيام السادات وفى وسط الثمانينيات. | |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الأحد 27 ديسمبر 2009, 2:20 pm | |
| المقالة الأولى:
تتكلم عن هتلر والنازية وحملت عنوان- سقوط اليسار- والتى قال فيها.. لو سئلت ما المشكلة المصرية التى لها الأولوية المطلقة الآن لقلت دون تردد: الفساد والسرقة والغش وخراب الذمم والكسل والسلبية والأيدى الممدودة التى تريد أن تأخذ ولا تعطى والأصوات التى تطالب بالحق دون أن تنادى بالواجب والنهم والجشع وتعجل الربح وضياع القيم وعدم الانتماء.. المواعظ لم تعد تجدى لأنها تخرج من أفواه لا تعمل بها، الكل يهدى ولا مهتد لو سئلت ما السبب لقلت سقوط الهيبة وانعدام القدرة وتراخى قبضة الحكم فى محاولة لإرضاء الكل، والحاكم الأمثل لا مفر من أن يغضب البعض ويصدم البعض ويواجه البعض بما لا يرضى لقد وقفت «تاتشر» أمام إضراب عمال المنجم ولم تهادن ولم تلن وطرحت القطاع العام للبيع رغم الاحتجاج والهتاف وأصوات الاستنكار، وأنقذت اقتصاد بلادها وعالجت التضخم، وأعلنت أنها عائدة لتستأصل الاشتراكية من إنجلترا وحملتها أصوات الأغلبية إلى الكرسى من جديد تقديراً لشجاعتها، والإصلاح أحياناً يحتاج إلى جراحة وإلى إسالة بعض الدم لإنقاذ المريض من موت محقق والطبيب لا يكون طبيباً إذا افتقد هذا الحد الأدنى من الجرأة ليجرح ويضمد عند اللزوم وفى مصر تركة من الأخطاء القاتلة لابد من مواجهتها فى جرأة، مجانية التعليم الجامعى التى حولت الجامعات إلى مجموعة كتاتيب لا تعليم فيها ولا تربية ولا حتى مجانية وأضعف الإيمان أن يحرم الطالب الراسب من هذه المجانية، وأن يدفع تكاليف تعاليمه وإلا كان حالنا من يمول الفشل والرسوب والإهمال من الخزانة العامة والخمسون فى المائة عمالاً وفلاحين فى مجلس الشعب التى لا مثيل لها فى الصين أو الهند أو فى روسيا أو فى أى بلد رأسمالى أو اشتراكى والتى لم تكن سوى رشوة قدمها عبدالناصر ليستدر بها التصفيق والهتاف وحق التعيين لخريج الجامعة فى الوظائف الحكومية سواء وجدت هذه الوظائف أم لم توجد وسواء كانت هناك مسوغات وضرورات للتعيين أم لم توجد وهى رشوة أخرى | |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الأحد 27 ديسمبر 2009, 2:21 pm | |
| وبدل بطالة قدمه عبدالناصر من خزانة مفلسة ترزخ تحت عبء الديون لكل عاطل متبطل ليقود له المظاهرات ويوقع على الاستفتاءات، غوغائية زعيم أراد أن يكتل الشارع خلفه ليضرب به أى طبقة تناوئه، الدرس الأول الذى تعلمه فى سنة أولى شيوعية فى كيفية الحفاظ على الكرسى اضرب الطبقات بعضها ببعض واشعل فتيل الحقد الطبقى ثم احتفظ بعربة الإطفاء الوحيدة يلجأ الكل إليك ويقبل الكل قدميك ويستنجد بك الخصم والصديق لأنك تكون حينئذ مرفأ الأمان الوحيد فى بحر الفتن والأحقاد والتناقضات وهكذا فعل صاحبنا فقد وعى الدرس وطبقه بحذافيره وهكذا ترك البلد بحراً من الفتن والأحقاد والتناقضات وميراثاً من الخراب لكل من حمله من بعده.
لأنهم يعلمون أنها القنابل الموقوتة التى تركها عبدالناصر بعد موته لتفرخ التناقضات والأزمات والمشاكل حتى تأتى على البنيان المتهالك من قواعده ولقد كان عبدالناصر يعلم حينما زرع هذه الوعود فى التربة المصرية أن الوفاء بها سيكون مستحيلاً كما أن الرجوع عنها سيكون مستحيلاً وأنها ستظل الشرخ القاتل الذى يقصم ظهر كل من يأتى بعده و«تاتشر» باعت القطاع العام فى المزاد بإنجلترا ووقفت فى وجه عمال مناجم الفحم المطرودين وأعلنت أنها عائدة لتستأصل الاشتراكية من بلادها وعادت تحملها إرادة الأغلبية إلى كرسيها من جديد وما ظن اليسار أنه مستحيل لم يعد مستحيلاً ولم يعد اليسار بالقوة التى كان عليها فى الخمسينيات والستينيات، لقد تحول التيار السياسى فى العالم كله وسقط الفكر الماركسى حتى فى بلاده وتراجع اليسار فى إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وفقد أكثر مقاعده فى هذه الدول وفقد سمعته وفقد شرفه واليسار المصرى مجرد أعمدة فى الصحف وشعارات ولافتات وصيحات ولكن فى لحظة الامتحان لا يجد له رصيداً شعبياً ولا سنداً جماهيرياً وهو مجرد بقية مما ترك عبدالناصر وقد جاء وقت المواجهة ولا مهرب.. مواجهة الفكر بالفكر.. مواجهة الأكاذيب بالإحصاءات والأرقام الدقيقة.. مواجهة التزييف بالوقائع وبالتاريخ الثابت.. | |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الأحد 27 ديسمبر 2009, 2:21 pm | |
| كما أن هناك من يقولون إن عبدالناصر ليس مسؤولاً عن الفساد والتدمير والإهمال والرشوة والخراب الذى وصل بنا إلى ما نحن فيه وهم يعلمون جيداً أن الفساد ما ولد إلا فى حكم عبدالناصر الذى غابت فيه الحرية وقطعت الألسن وقصفت الأقلام وسادت مبادئ النفاق والانتهازية وحكمت مراكز القوى وانطلقت عصابة القتل تعيث فى الأرض فساداً وما ولد الإرهاب الذى نعانى منه اليوم إلا فى زنازين التعذيب فى السجن الحربى بأمر وإشراف عبدالناصر فقد تسبب عبدالناصر وحكمه فى هزيمة منكرة وأرض محتلة ومصر صغيرة أصغر مما ورثها عبدالناصر بمقدار سيناء وبمقدار حجم السودان كله ثم يظهر أحمد بهاء الدين ليقول إن عبدالناصر ترك الخزانة مدينة بأقل من ألف مليون
واليوم هى مدينة بأربعين ألف مليون والظاهر أنه نسى أصول الجمع والطرح ونسى جدول الضرب أو تناسى أين أنفقت الأربعون ألف مليون وكيف أنفقت لإنشاء بنية أساسية تركها عبدالناصر منهارة مخربة أنفقت ليجد تليفونا يتكلم فيه ومواصلة يركبها وماء يشربه ومدناً سكنية.. يجد فيها الشباب غرفة يأوى إليها.. وكهرباء يقرأ عليها ومصادر طاقة وأمناً غذائياً يغطى احتياجات عشرين مليوناً زادوا فى التعداد منذ رحيل رجله وكل هذا بأسعار الثمانينيات وبالدولار الحاضر ثم حرب منتصرة محت عار وخزى ٦٧ بكل ما تكلفه الحرب المنتصرة ثم يمن علينا أحمد بهاء الدين بالسد العالى الذى أقامه صاحبه ولنذكره بالإنجازات الحافلة التى أنجزها صاحبه وكيف انتهت كلها إلى الإحباط وفى حياته الإنجليز الذين أخرجهم من القنال دخل مكانهم اليهود.. والقناة التى أممها ردمها.. والوحدة التى أعلنها مع سوريا رفضتها سوريا.. والاشتراكية التى تصورها راية قومية تجمع العرب تحولت إلى معركة تفرقهم.. ومجانية التعليم انتهت إلى حال لا هو مجانية ولا هو تعليم.. والإصلاح الزراعى هبط بالزراعة حتى جاء اليوم الذى أصبح فيه القمح يأتينا تبرعاً من أخوة لنا فى السعودية خضروا الصحارى وزرعوها دون اشتراكية أو شعارات.. وأخيراً انتهى عبدالناصر وانتهت سياسته إلى الهزيمة والخراب الاقتصادى وجميع أفكاره أخذت حظها من الامتحان وسقطت. | |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الأحد 27 ديسمبر 2009, 2:22 pm | |
| فماذا يحاول الناصريون الإيحاء به وما التقدمية والعلمانية التى يكلموننا عنها كل يوم.. إن مدلول الكلمة الحرفى والصريح هو نظام لا يؤمن إلا بهذا العالم ولا يعمل إلا من أجله ويرى فى حكاية الآخرة والله والحساب والعقاب أنها غيبيات، وسائل غير مطروحة لا تخص سوى أصحابها ولا تتخطى باب المسجد أما فى الشارع وفى المجتمع فلا حكم إلا للقانون الوضعى الذى ارتضاه البرلمان فإذا وافق البرلمان بأغلبية على إباحة الزنى والشذوذ والخمر والقمار والربا فإنها تصبح مشروعة وتكتسب قوة القانون وإن خالفت الأديان وصادمت الشرائع.
هذه هى علمانية أحمد بهاء الدين والأمثلة الموجودة والحاضرة لهذه العلمانية فى البلاد الإسلامية والعربية هى لبنان واليمن الجنوبى وبنجلاديش ونظام أتاتورك وجميعها أمثلة متفاوتة للأزمات الاقتصادية والديون والتخلف والتبعية وفقدان الهوية بل إن الكعبة التى يتجه إليها العلمانيون ويتلقون عنها وحيهم وإلهامهم نرى فيها العمال الكادحين يقفون فى طوابير ليشتروا الكرنب بالبطاقة بينما أعضاء الحزب الشيوعى يأكلون الكافيار ويركبون عربات فاخرة ونقرأ عن برجنيف أنه كان يمتلك جراجاً به أكثر من عشرين عربة فاخرة من أغلى وأفخر أنواع المرسيدس والليموزين وذلك ما يقوله دفتر أحوال هؤلاء العلمانيين برواياتهم وتوقيعهم وبدون تشنيع ومن أجل هذا سقط اليسار فى العالم كله وتراجع جورباتشوف عن أفكار لينين وستالين وبرجنيف وضرب بها عرض الحائط، كما تراجعت الصين، كما انتكست الأحزاب الشيوعية الأوروبية على رؤوسها ولم يبق من دراويش الماركسية إلا اليسار المصرى يرفع رايات عتيقة بالية انتهت موضتها ويحلم بأمجاد ويقول لنا الزميل أحمد بهاء الدين موتوا بغيظكم وما مات بغيظه إلا صاحبه بل لقد مات بحسرته بهزيمة منكرة وإحباط لم يشهده زعيم قبله والزملاء الرفاق الذين يلبسون قميص عبدالناصر ينسون أن القميص أدركه البلى، وأنه دخل فى تركة ماض انتهى وأصبح مخلفات وأن العصر بمشكلاته ومتغيراته تجاوز عبدالناصر وفكر عبدالناصر وأن المشاكل التى استجدت تحتاج فكراً جديداً وأن نقود أهل الكهف التى يدورون بها فى الأسواق لن تشترى لهم شيئاً افتحوا النوافذ يا رفاق واستنشقوا الهواء نحن على أبواب التسعينيات. | |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الأحد 27 ديسمبر 2009, 2:22 pm | |
| المقالة الثانية
وقد حملت عنوان «الخروج من مستنقع الاشتراكية» والتى قال فيها.. مات الفكر الماركسى بالسكتة فى ساعة دون أن نطلق رصاصة تحية لجيته بمجرد أن الشعوب سمح لها بالكلام ولم تكن البورجوازية هى التى لعنت ماركس هذه المرة بل العمال والفلاحون والبروليتاريا والكادحون فى المناجم والطبقات المطحونة التى زعمت الماركسية أنها جاءت لنجدتها ظهرت الحقيقة وبرح الخفاء، ولم يعد هناك ما يدعو لأن نستمر فى الكذب وفى التستر على الأخطاء فلم تكن الاشتراكية العلمية إلى المحض الخبيث الذى خرجت منه هذه السلالة من السفاحين من لينين إلى ستالين إلى بريل إلى عملاء قتلة أمثال «هوبيكر وجيفكوف وميلوش ياكشى وتشاوتشيسكو» حولوا أوروبا الشرقية إلى زنزانة وسجن وساحة إرهاب وميدان للرعب تقطع فيه الألسن وتقصف الأقلام ولم تكن الاشتراكية العلمية اشتراكية ولم تكن علمية وإنما كانت تلفيقاً فلسفياً ومكراً يهودياً صنعه ماركس وجر به العالم إلى حمامات دم وإلى صراعات رهيبة بين يمين ويسار استنزفت طاقات الشباب وضيعت أمماً ودمرت اقتصاديات وألقت بشعوب فى شباك عنكبوتية من الأكاذيب وظلت الأكاذيب تتناسب وتتوالد تحت حراسة حديدية من قوة السلاح وفى رعاية قبضة فولاذية من القوة المطلقة لا تتراخى حتى أذن الليل ورفع جورباتشوف قبضته وسمح بالكلام والمكاشفة والمصارحة فإذا به يفاجأ بشعوب تنتفض من سبات لتلعن الملة الاشتراكية ولتثور على سدنتها ولترفض أحزابها وزعماءها ولتطرد سفاحيها، وإذا به يفاجأ بزعماء الأمس يفرون كالجرذان المذعورة من وجه شعوب تطاردها بالمظاهرات والهتافات واللعنات ومن عاد منهم وكابر أعدمه شعبه رمياً بالرصاص، وقد آن الوقت لمثقفين عرب كرسوا أنفسهم لخدمة هذا الفكر الفاسد أن يراجعوا أنفسهم وهم يرون أمامهم التاريخ فى أوروبا يصنع من جديد على نهج مضاد لما كانوا يرجون من آراء وتنبؤات خابت جميعها وكذبها الواقع وفى بلادنا حان الوقت لنصلح ما أفسده الاقتصاد الشمولى فى هيكل إنتاجنا المتداعى، وما صنعه التأميم والقطاع العام والأداء الفاشل للشركات الخاسرة ما لا تفعله مجانية شاملة لعشرة ملايين طالب من الحضانة إلى الجامعة بدون ميزانية ولمجرد الفشر بأننا نعلّم الفقير والمعدم مجاناً ولا مجانية هناك ولا تعليم ولا تربية | |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الأحد 27 ديسمبر 2009, 2:23 pm | |
| وإنما إهدار واستنزاف بلا عائد سوى الخلل الذى أدى إلى هجرة الفلاحين، من الريف إلى المدينة حيث المدارس والجامعات ليصبحوا جميعاً وزراء وبكوات ومهندسين وأطباء ومحامين، واختلت البنية الاجتماعية فلا يمكن أن نتصور جيشاً كله جنرالات وقادة بدون جنود وتوقفت الزراعة فى الريف ونزل الفلاحون لشراء الخبز والزبد والبيض والدجاج من المدينة ومدت المدينة يدها لتستورد القمح والدجاج والبيض من هولندا وأمريكا، وأنا وزير وأخويا أمير وابن عمى مدير يبقى مين حيسوق الحمير ومن يجمع الزبالة بالقاهرة والمحافظات..
أخطاء القرارات الاشتراكية التى أعلنت فى الستينيات ألقت البلاد فى مستنقع من التناقضات والصراعات والعقم الاقتصادى والتدهور الإنتاجى ولا أحد يواجه الكارثة، والنتيجة هو منطق عام اسمه لا مساس لا مواجهة لا حسم ولا أدرى ما السبب أهو الخوف من عواقب المواجهة ولكن الخوف له فاتورة تتراكم هى الأخرى وقد عاش عبدالناصر فى الخوف من الجيش وفى الخوف من المخدرات فظل يؤجل المواجهة، الحاسمة من سنة إلى أخرى لا مساس بهذا ولا مساس بذلك وظلت فاتورة الخوف تتراكم حتى دفعها عبدالناصر مرة واحدة فى هزيمة ٦٧ ولم تجد بعد ذلك قرارات محاكمة صلاح نصر ولا اعتقال عبدالحكيم عامر، لأن أوان الحسم كان قد فات وحمل عبدالناصر وحده خزى الدهر واقترنت الهزيمة باسمه وبسياسته.. وكل ما تفعله أنها تؤجل المواجهة وتؤدى إلى عواقب تراكمية يرتفع فيها المد وراء السد حتى يحطم السيل ويقول صاحب المشكلة اتركها لمن يأتى بعدى يحلها، وأوفر على نفسى المصادمات ولكن من أدراه متى يأتى الطوفان.. | |
|
| |
نور الإسلام مايو ذهبي
عدد الرسائل : 6825 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الأحد 27 ديسمبر 2009, 2:23 pm | |
| ولا توجد روشتة شافية ولا وصفة منجية تخلص أى صاحب مسؤولية من مسؤوليته ولا يوجد إلا حل واحد هو الخروج من مستنقع الاشتراكية بمواجهة أخطائها وإصلاح ما أفسدته فى البنية الاجتماعية ودول أوروبا الشرقية تفعل هذا، وعلينا نحن أيضاً أن نفعله، ظروفنا أحسن فلسنا فى المأزق التراجيدى الذى تمر به دول أوروبا الشرقية، لأننا قطعنا أكثر من نصف الطريق بقرارات العادات الجريئة ولم يبق إلا أن يعيش طريق اليسار فى خزى ووجهه بلون الأرض وهو لا يفتح فمه إلا بهراء وقد تغير اتجاه الريح وانتهى عصره وبدأ عصر جديد لابد أن يسود فيه فكر جديد ومنهج جديد فالآن وليس غداً..
ومن ليل العذاب تجمع ملايين اليابانيين على أنقاض هيروشيما ليضعوا اليد على اليد فى ميثاق عمل.. ميثاق عرق.. ميثاق سهر وقد فعلوها وصنعوا قنبلة اقتصادية.. فجروا ثورة إنتاجية.. قادوا مظاهرة علمية بهرت العالم.. ردوا على أمريكا بتحد أكبر وأخطر، هذه أمم مرشحة لقيادة التاريخ فى السنوات المقبلة، لقد رفع أجدادنا أهرامات بدون حديد وبدون مسلح وبقيت على الزمان خمسة آلاف عام ونحن نرفع عمارات من الأسمنت والخرسانة والمسلح لتقع منهارة بعد شهور من بنائها والفرق الوحيد هو هذا الشىء الذى نتحدث عنه، روح الجد عندهم.. وروح اللعب والعبث عندنا إن العمر قصير والإنسان لم يولد ليعيش عبثاً ويموت عبثاً، ويجب أن نعمل شيئاً فى حياتنا.. وهناك شىء فى الذوق العام وفى الفهم وفى الوعى وفى الإدراك يجب أن يتغير وعلينا أن نجدول أولوياتنا من جديد بحيث يكون العمل الجاد فى البند الأول واللعب فى البند الأخير. | |
|
| |
الشرقاوي2010 عضوية فخرية
عدد الرسائل : 3839 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 05/02/2009
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الأحد 27 ديسمبر 2009, 3:47 pm | |
| ما شاء الله نور الاســـــــــــــــــــــلام
كل يوم امتع نفسي شويه بقراءة اجزاء من موضوعك الاكثرمن رائع بارك الله فيك وملأ قلوبنا بذكره واليقين بوحدانيته والسير على نهجه | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته الإثنين 28 ديسمبر 2009, 3:13 am | |
| |
|
| |
| ملف كامل عن الدكتور مصطفى محمود ومذكراته | |
|