نُفي إلى تونس بسبب مقالة هاجم فيها زوج الأميرة (فوقية) ابنة الملك فؤاد، ولكنه لم يطق العيش في تونس فسافر إلى فرنسا ليعمل حمّالاً في ميناء (مرسيليا) لمدة سنتين، وبعدها استطاع أن يعود إلى مصر، فيعود إلى أزجاله النارية التي ينتقد فيها السلطة والاستعمار آنذاك، ولكن يلقى عليه القبض مرة أخرى لتنفيه السلطات إلى فرنسا ويعمل هناك في شركة للصناعات الكيماوية ولكنه يُفصل من عمله بسبب مرض أصابه، ورغم قسوة ظروف الحياة على بيرم إلا أنه استمر في كتابة أزجاله وهو بعيد عن أرض وطنه.
وفي عام 1932 تم ترحيل الشاعر من فرنسا إلى تونس، فأخذ بيرم يتنقل بين لبنان وسوريا ولكن السلطات الفرنسية قررت إبعاده عن سوريا لتستريح من أزجاله الساخرة واللاذعة إلى إحدى الدول الأفريقية ولكن القدر يعيده إلى مصر عندما كان في طريق الإبعاد لتقف الباخرة التي تُقلّه بميناء "بورسعيد" فيقف باكياً حزيناً وهو يرى مدينة بورسعيد من بعيد، فيصادف أحد الركّاب ليحكي له قصته فيعرض عليه النزول في مدينة بورسعيد، وبالفعل استطاع هذا الشخص أن يحرر بيرم من أمواج البحر ليجد نفسه في أحضان مصر. بعدها أسرع بيرم لملاقاة أهله وأسرته، ثم يقدم التماساً إلى القصر بواسطة أحدهم فيعفي عنه وذلك بعد أن تربع الملك فاروق على عرش مصر فعمل كاتباً في أخبار اليوم وبعدها عمل في جريدة المصري ثم نجح في الحصول على الجنسية المصرية فيذهب للعمل في جريدة الجمهورية. قدّم بيرم التونسي أعمالاً أدبية مشهورة، كان أغلبها أعمالاً إذاعية منها (سيرة الظاهر بيبرس) و(عزيزة ويونس)، وفي عام 1960 يمنحه الرئيس عبدالناصر جائزة الدولة التقديرية. غنّت له أم كلثوم عدة قصائد مما ساعد على انتشاره في جميع الأقطار العربية، وظل إلى آخر لحظة في حياته من حملة الأقلام الحرة الجريئة، وأصحاب الكلمات الحرة المضيئة حتى تمكن منه مرض الربو وثقل السنين فيتوفي في 5 يناير 1961 بعد أن عاش 69 عاماً.