يعيش مسؤولو كرة القدم في إنجلترا حال من القلق على مستقبل منتخب بلادهم، رغم الانتعاشة الكبيرة التي يشهدها الدوري الإنجليزي، الذي يعتبر من أقوى بطولات العالم في السنوات الأخيرة متفوقا على الدوري الإيطالي والإسباني.
مصدر القلق جاء بسبب تراجع نسبة اللاعبين الإنجليز في الدوري الإنجليزي، خاصة بعد انتهاء فترة التنقلات الصيفية في أوروبا، التي كانت الأندية الإنجليزية صاحبة النصيب الأكبر في تلك التنقلات.
ويقول السير تريفور بروكنج مسؤول تنمية المواهب في الاتحاد الإنجليزي في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي." "المنتخب الإنجليزي يواجه تهديدا كبيرا والأرقام تؤكد ذلك، هذا التهديد لا يمكن الاستهانة به ويجب أن يكون على رأس اهتماماتنا".
وأضاف أن تزايد عدد اللاعبين الأجانب سيؤثر بلا شك على إعطاء فرص للمواهب المحلية للظهور، وبالتالي سيتأثر المنتخب الإنجليزي بالسلب خاصة في المنافسات والبطولات الكبرى.
يأتي هذا التصريح قبل أيام قليلة من مباراة المنتخب الإسرائيلي في إطار مباريات المجموعة الخامسة المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية، ويحتاج الإنجليز الفوز في مباراتين على الأقل للحفاظ على آمال التأهل.
وفي إحصائية أعدتها هيئة الإذاعة البريطانية، أشارت إلى أن الأجانب يمثلون ما نسبته 56% من إجمالي اللاعبين في الدوري الإنجليزي، كما لم ينجح سوى سبعة مهاجمين إنجليز في إحراز تسعة أهداف من 118 هدفا المسجلين خلال الأسابيع الخمسة في الدوري لهذا الموسم.
وبنظرة سريعة لعدد اللاعبين الإنجليز في صفوف أندية القمة في إنجلترا، فإن تشيلسي الإنجليزي لا يضم في صفوفه سوى ثمانية لاعبين، بينما يضم مانشيستر يونايتد 12 لاعبا، وليفربول يضم 11 لاعبا، وفي الأرسنال ثلاثة لاعبين فقط.
ووفقا لكشف دلويت المالي، فقد ارتفعت رسوم الإنفاق خلال الموسم الجاري على تنقلات اللاعبين في الدوري الإنجليزي من 333 إلى 531 مليون إسترليني، وذهبت نصف هذه الأموال لأندية ليست إنجليزية لشراء لاعبين أجانب.
وفي مقابل إنجلترا، فلا تعاني إيطاليا الفائزة بكأس العالم الأخيرة من مشكلة اللاعبين الأجانب، فنسبتهم لا تتعدي 30%، وكذلك فرنسا وصيفة بطل العالم؛ حيث وصلت نسبة اللاعبين المحليين إلى 61%.
وتساعد هذه النسبة الكبيرة للاعبين المحليين في إيطاليا وفرنسا مدربي المنتخبين على اختيار أفضل العناصر التي تشارك في المنافسات الدولية، حيث يتوافر أمامهم قاعدة عريضة من اللاعبين أصحاب المواهب يستطيعوا أن يختاروا منها بعناية وبشكل يحقق طموحاتهم.
ولا تتوافر هذه الميزة لدى مدرب المنتخب الإنجليزي ستيف مكلارين؛ حيث يعاني من نقص في صفوف الفريق خاصة بعد إصابة لاعبي الوسط فرانك لامبرد وستيفن جيرارد ودافيد بيكام، والمهاجم واين روني، والمدافع سول كامبل.
مكلارين مطالب بإيجاد البديل المناسب لهم، وهي مهمة صعب لأن الفرصة غير متاحة للمواهب المحلية للظهور في الملاعب الإنجليزية.