أثبت المنتخب الليبي ممثل الشعب الليبي بطل الثورة التي أطاحت بالقذافي ، أنه منتخب كروي عنيد و قادر على تحدي ظروف ابتعاده عن الإعداد بالشكل الضروري لكأس امم افريقيا ، بل وقادر على تحدي ظروف سوء حالة أرض الملعب الموحل والغارق في الامطار ، حين خرج بالتعادل 2/2 مع زامبيا متصدرة المجموعة الاولي مساء اليوم في مباراة غريبة ومثيرة في افتتاح الجولة الثانية للمجموعة الأولى لبطولة كأس الامم الافريقية لكرة القدم.
تقدم الليبيون على منافسهم مرتين 1/صفر ثم 2/1 ، وكادوا يدركون الفوز بالتخصص ، كما حققوا ذلك في تصفيات البطولة بالفوز على زامبيا في طرابلس ثم التعادل معها في لوساكا ، ولكن سوء الحظ وتأثير الاجواء الممطرة والملعب الغارق بالمياه لم تدع الفرصة للفريق الليبي لتحقيق ما كان يستحقه ، لتنتهي المباراة بالتعادل 2/2، ليرفع منتخب الرصاصات النحاسية رصيده إلى 4 نقاط في صدارة المجموعة الاولي ، ويصبح رصيد ليبيا نقطة واحدة تحتل بها المركز الثالث مؤقتا قبل المباراة الاخري في المجموعة بين غيينيا الاستوائية والسنغال .
وقد انتهى الشوط الاول بالتعادل 1/1 , حيث سجل أحمد سعد الهدف الاول لليبيا في الدقيقة الخامسة ، بينما سجل بايوكا هدف زامبيا في الدقيقة 29 ، وفي الشوط الثاني عاد أحمد سعد لتسجيل الهدف الثاني لبلاده بعد 3 دقائق ، وبعد ذلك بست دقائق سجل كريستوفر كاتونجو هدف التعادل الثاني لزامبيا .
أقيمت المباراة على أرضية أشبه ببركة مملوءة بالمياه ، مما أثر على حركة الكرة وأداء اللاعبين الذين كانوا يفقدون توازنهم بسهولة بعد التزحلق على أرض الملعب ، كما تأثر الاداء بحركة الكرة التي فقدت رد فعلها السريع وكانت تتوقف بمجرد اصطدامها بأرض الملعب ، وكافح اللاعبون لكي يحتفظوا بتوازنهم ، ولكن المستوي العام للمباراة تراجع بنسبة كبيرة لا تقل عن 30 %، وكل ذلك أدي إلى مشاهدة مباراة خارج النص ، لعب فيها الملعب الموحل دور البطولة لتأثيره السلبي على الاداء، واستحق لاعبو الفريقين الاشادة لتأديتهم المباراة في هذه الاجواء الصعبة التي كانت ترشح المباراة للتأجيل لمدة لا تقل عن 24 ساعة ولكن ظروف جدول المباريات في البطولة التي لا تسمح بالتأجيل ، لم تترك الفرصة لذلك وكان الحل الحاسم للجنة المنظمة برئاسة الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي (الكاف) ، ضرورة إقامة المباراة ،و التغاضي عن سوء حالة أرض الملعب وظروف سوء حالة الطقس .
وقد تسبب حالة الملعب في تأجيل المباراة لمدة ساعة وربع الساعة بسبب الامطار الغزيرة التي هطلت على المدينة لساعات طويلة وملأت أرض استاد باتا بالمياه الغزيرة
تسببت هذه الامطار والأجواء المناخية السيئة للغاية والتي وصلت فيها الرطوبة إلى 88%، وقوة الرياح إلى 6 كلم في الساعة فقط .في تأجيل المباراة التي كان مقررا أن تبدأ في تمام الساعة الرابعة بتوقيت جرينتش ، وقد قام كومان كوليبالي الحكم الدولي المالي للمباراة بنزول أرض الملعب واختبار رد فعل الكرة ، ولكنه وجد ان الملعب تحول إلى بركة مملوءة بالمياه التي تعوق حركة الكرة وتجعل مهمة اللاعبين بالغة الصعوبة في تحريك الكرة او حركة اللاعبين أنفسهم ، فقام بالاعلان عن تأجيل المباراة إلى أجل غير مسمي خاصة مع اعتراض مدربي المنتخبين .
وفي غضون ذلك ، تواصلت المشاورات في قاعات الملعب بإشراف وحضوركبار مسئوولي الاتحاد الافريقي،ومنهم عيسى حياتو ود. داني جوردان الجنوب افريقي رئيس اللجنة التنفيذية لمونديال كأس العالم 2010 وعضو اللجنة المنظمة للبطولة وطاقم الحكام ومراقب المباراة ، لبحث امكانية إقامة المباراة في حالة نجاح محاولات تفريغ أرض الملعب من المياه بإزاحتها أو إضافة بعض الرمال لتحقيق بعض التماسك في أرضية الملعب ومع تحسن الأجواء،وتوقف الامطار وصعوبة التأجيل تم اتخاذ قرار بإقامة المباراة.
وعن المباراة وتفاصيل الاداء ، فالموقف الصعب لكل من الفريقين ، بسبب ظروف حالة أرض الملعب المملوء بالمياه فرض مباراة عشوائية، فيها الكثير من الاجتهاد و روح الكفاح بحسب تواجد الكرة التي كان يجري خلفها الكثير من لاعبي الفريقين ، مع شعور بالغدر والخداع في الكثير من اللحظات بسبب توقف الكرة المفاجيء بسبب المياه الراكدة او سلبية رد فعل الكرة ، أو تزحلق اللاعبين ، ولذلك عمد الحراس والمدافعون للتشتيت ، ولجأ لاعبو الوسط والمهاجمين للتسديد المفاجيء والتمرير للامام انتظارا لضربة حظ ! وتحلى المنتخب الليبي بشجاعة كبيرة وثقة نابعة من سابق ملاقاته زامبيا في التصفيات، حيث فاز ذهابا وتعادل إيابا ، ولهذا كانت كلمة البدء في المباراة ليبية بهدف من توقيع رأس الحربة المخضرم أحمد سعد بعد خمس دقائق فقط إثر تمريرة بينية من لاعب الوسط وليد الخطروشي الذي تعرض لاصابة بسبب الخشونة وحالة الملعب وخرج مبكرا بعد 18 دقيقة لينزل بدلا منه إيهاب . أما زملاء كاتونجو الذين لعبوا ، وهم متوجسين من الفريق الليبي لمعرفتهم بقدرته على منازلتهم رغم أنهم لعبوا مباراة رائعة امام السنغال المرشحة في افتتاح مبارياتهم وفازوا عليها بجدارة ، ورغم الحماس الليبي والاندفاع ، فقد دخل الزامبيون أجواء المباراة واستطاعوا تهديد مرمى سمير عبود أكثر من مرة ، وفي الدقيقة 29 تلقى ايمانويل بايوكا كرة خلف الدفاع وسددها مباشرة على يسار الحارس الليبي مدركا التعادل وتستمر المحاولات المتبادلة حتى ينتهي الشوط بالتعادل . ويتكرر الموقف نفسه بسيناريو آخر في الشوط الثاني الذي ظهر مع بدايته الإصرار الليبي على استعادة التفوق، وبالفعل نجح أحمد سعد المخضرم في إثبات قدرته على التوازن واختراق الدفاع الزامبي رغم الظروف ، حيث راوغ أكثر من لاعب ، وسدد بقوة وسط الزحام مسجلا هدف الترجيح لليبيا . وانتقل الحماس والعناد للاعبي منتخب الرصاصات النحاسية ، الذين كثفوا هجماتهم في منتصف ملعب المنتخب الليبي معتمدين على عدد كبير من المهاجمين لا ستغلال أي حركة ارتباك ، وقد تحقق لهم ما أرادوا في الدقيقة التاسعة مع كرة مرفوعة من الجناح الايسر داخل منطقة الجزاء ليلعبها المهاجم سافا بضربة خلفية مزدوجة عالية أمام المرمي لتجد قائد زامبيا القناص كاتونجو بمفرده دون رقابة ، ليسددها برأسه داخل المرمي مسجلا هدف التعادل الثاني الذي احتفل به الفريق وكأنه هدف الفوز ببطولة وليس إنقاذ نفسه من الهزيمة في مباراة كان متأخرا فيها ! .. وهذا يوضح قيمة التفوق الليبي والذي أراد اللاعبون استعادته مع تكثيف هجماتهم وخاصة احمد سعد واحمد الزوي دون جدوى رغم تعدد تسديداتهم ، لتنتهي المباراة بتعادل عادل من حيث توازن الكفتين وجهد الفريقين في ظل الظروف الصعبة ، ولكنه تعادل أبقى المنتخب الليبي في المنافسة ، وأعطاه الفرصه ليثبت وجوده ويعبر عن شخصيته الجريئة ويجدد فرصته للدفاع عن أحلامه رغم صعوبتها في المعركة القادمة أمام أسود التيرانجا السنغاليين .