أكد الدكتور محمد ابراهيم، وزير الآثار أنه سوف يخاطب السفير الفرنسي بالقاهرة ليطلب من حكومة فرنسا المساهمة في ترميم مبني المجمع العلمي لاعادته لحالته الطبيعية،
وقال إن اللجنة المكلفة من الوزارة برئاسة محمد سيد رئيس قطاع الاثار الاسلامية، لم تتمكن من معاينة المبني أمس وتم تأجيل عملها لوقت آخر نظراً للحالة الأمنية بشارع قصر العيني .
ووسط حالة من الغضب علي جموع المثقفين بعد حريق المجمع العلمي الكائن بمبني مجلس الوزراء.. وصف الدكتور محمد علي ابراهيم وزير الاثار الحريق بأنه كارثة كبيرة لان المجمع يضم عدداً من الوثائق والكتب التي ترصد تاريخ مصر.
وتحدث لـ «الوفد» محمد عبد العزيز مدير الشئون الاثرية بمكتب وزير الاثار قائلاً: بالمعاينة من الخارج تبين ان مبني المجمع شبه منهار وانه تم تشكيل لجنة لمعاينة المبني وحصر حجم الخسائر لكن اللجنة بالكامل وعلي رأسها الوزير فشلوا في دخول المجمع بسبب اشتعال الحريق في المبني وسماع اصوات طلقات رصاص.. واضاف محمد عبد العزيز انه تم نقل 6 سيارات مليئة بالكتب إلي دار الكتب والوثائق تمهيداً لترميمها.. واشار إلي أن الوثائق والكتب التي طالها الحريق تعد بمثابة كنوز لا تقدر بثمن ومن اهمها كتاب «وصف مصر» الذي دمر بالكامل».
وقال الدكتور محمد الشرنوبي، رئيس المجمع العلمي إن مبني المجمع العلمي قام نابليون بانشائه 1798 وتم انشاء مبني خاص به عام 1919 وتم تسجيله كأثر عام 1995.
وتحدث الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة مؤكدا انه سوف يتم بذل كل الجهود لانقاذ الوثائق والكتب من التلف.. واضاف انه من الصعب حتي الان رصد حجم الخسارة لعدة اسباب في مقدمتها عدم امكانية الدخول بسبب اشتعال الحرائق في مبني المجمع والارض المحيطة به.
وقال الدكتور صابر عرب انه يشعر بالاسف علي الحادث وبسبب وجوده في الجزائر يصعب عليه احصاء حجم الخسارة.. واشار إلي أنه سوف يبذل جهداً كبيراً من اجل ترميم الوثائق المحروقة واعادتها إلي طبيعتها الاولي.
يذكر أن المجمع العلمي انشئ بقرار من نابليون، وهو مبني اثري عتيق من معالم مصر.. وكان مقر المجمع في دار واحد من بكوات المماليك ثم تم نقله إلي الاسكندرية عام 1859.. واطلق عليه اسم المجمع العلمي المصري.. ثم عاد للقاهرة عام 1880 ويضم المجمع ابحاثاً ودراسات عن احداث مصر التاريخية.. وكان للمجمع المصري اربع شعب هي الرياضيات والفيزياء والاقتصاد السياسي والادب والفنون الجميلة.. وفي عام 1918 اصبح مهتما بعلم الاثار والعلوم الفلسفية والسياسية والفيزياء والطب والزراعة والتاريخ.
ويري الدكتور محمد عفيفي رئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة ان المبني كان يمكن انقاذه بوسائل متعددة مثل الطائرات التي يمكن ان تطفئ النيران.. ووصف عماد ابو غازي وزير الثقافة السابق المجمع بالقيمة العلمية ويضم مكتبة من اهم المكتبات المتخصصة في تاريخ مصر.. ويضم تراثاً لا يمكنه تعويض لانه مجهود 200 سنة
النار