بدا يواخيم لوف وكأنه يتحدث عن نفسه وعن المنتخب الألماني ، حينما اغدق الاشادة على فريق بوروسيا دورتموند ومدربه يورجن كلوب بعد التتويج امس السبت بلقب البوندسليجا.
وقال لوف المدير الفني للمنتخب الألماني "إنه (كلوب) أخرج أفضل ما في لاعبيه عبر التواصل والابتكار ، أشعر بسعادة بالغة له وللنادي بسبب الشجاعة في الدفع بعدد كبير من اللاعبين الصغار".
وأوضح لوف "دورتموند كان من أكثر الفرق ثباتا وقدم كرة قدم ممتعة في العديد من المباريات ، وكان أداءه التكتيكي منضبطا إلى حد كبير أيضا".
وبشكل أو بأخر فإن تتويج دورتموند بلقب البوندسليجا أمس السبت عبر الدفع طوال الموسم بمجموعة من اللاعبين الصغار والمغمورين ، يشبه رحلة المنتخب الألماني نحو احتلال المركز الثالث في مونديال جنوب افريقيا العام الماضي.
وكان لوف يؤمن بموهبة العديد من اللاعبين اليافعين مثل توماس مولر ومسعود أوزيل وسامي خضيرة ، وبالفعل رد هؤلاء اللاعبين الجميل إلى مكتشفهم وقادوا الماكينات الألمانية لتحقيق انتصارات كبرى في كأس العالم ، جاءت على حساب أستراليا 4/صفر وعلى الأرجنتين 4/صفر وعلى إنجلترا 4/1 .
وجاء بناء أمهر جيل للمنتخب الألماني ، بعد جيل 1972 ، بعد الفشل في الفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية عام 2000 ، حينما قرر الاتحاد الألماني لكرة القدم إعادة هيكلة برامج اكتشاف المواهب وقدم بنية تحتية احترافية جديدة لصغار الموهوبين.
وحصدت هذه الخطة الطموحة أولى ثمارها تحت قيادة المدرب السابق يورجن كلينسمان حينما جاء المنتخب الألماني في المركز الثالث بكأس العالم 2006 ، الذي استضافته البلاد.
وواصل شباب ألمانيا نتائجهم المبهرة وأصبحوا أكثر قوة تحت قيادة لوف بعد أن اكتسبوا الخبرة المطلوبة ، قبل ان يحصلوا على المركز الثالث في مونديال 2010 .
ومن جانبه فاز بوروسيا دورتموند بلقب البوندسليجا أعوام 1996 و1997 و2002 بجانب لقب دوري ابطال أوروبا 1997 من خلال فريق باهظ التكاليف اوقع النادى فى النهاية على حافة الافلاس.
ومع توجه النادي الألماني إلى سياسة توفير النفقات ، فإن دورتموند لم يكن أمامه بديل سوى الاهتمام بقطاعات الناشئين ، ونجح كلوب بالفعل الذي تولى تدريب الفريق عام 2008 في استغلال شباب النادي الاستغلال الأمثل.
وفي الأعوام القليلة الماضية واجه دورتموند أزمة مالية قاسية ولم تكن لديه القدرة على شراء لاعبين بارزين ، لدرجة أنه كان على وشك الإفلاس في بعض الفترات واضطر لبيع استاده الذي يسع 80 ألف مشجع.
ونتيجة لذلك حول النادي أنظاره إلى العناصر الموهوبة في قطاع الشباب به ، أمثال كيفن جروسكروتز /22 عاما/ وماريو جوتزه /18 عاما/ ونوري شاهين /22 عاما/ ، واكتفى بإنفاق مبالغ صغيرة في صفقاته ، ومنها صفقة شراء لاعب خط الوسط الياباني شينجي كاجاوا مقابل 300 ألف يورو.
وتفاعلت الجماهير الوفية لدورتموند على الفور مع الجيل الجديد من اللاعبين ، الذين ردوا الجميل لهذه الجماهير وقدموا كرة قدم هجومية من الطراز الأول.
وحقق دورتموند رقما قياسيا في الدوري بالفوز في ثماني مباريات خارج أرضه على التوالي ، كما حافظ على سجله خاليا من الهزائم في 15 مباراة متتالية في النصف الأول من الموسم ، وتفوق في الصدارة بفارق 12 نقطة في أوائل آذار/مارس الماضي.
ومن أبرز الانتصارات التي حققها هذا الموسم ، الفوز على مضيفه ليفركوزن 3/1 في كانون ثان/يناير وكذلك على مضيفه بايرن ميونيخ حامل اللقب بالنتيجة نفسها في شباط/فبراير.
وتوج بوروسيا دورتموند بلقب البوندسليجا بعدما تغلب على نورنبرج 2/صفر وخسر أقرب منافسيه باير ليفركوزن أمام كولون صفر/2 مساء أمس السبت في المرحلة الثانية والثلاثين من المسابقة.
ورفع دورتموند رصيده في الصدارة إلى 72 نقطة ليوسع الفارق الذي يفصله عن ليفركوزن ، صاحب المركز الثاني ، إلى ثماني نقاط ، قبل مرحلتين فقط على نهاية المسابقة ، ليحتفل دورتموند بحسم اللقب على ملعبه ووسط جماهيره أمس.
وتوج دورتموند بلقب البوندسليجا للمرة السابعة في تاريخه والأولى منذ عام 2002 .
وقال مايكل زورك مدير الكرة بنادي دورتموند إنه "النجاح الأكبر في تاريخ النادي.. إنه إنجاز رائع واستثنائي. لم يضعنا أحد تحت الرادار قبل بداية الموسم".
ويمتلك أغلب اللاعبين الشباب في دورتموند عقودا طويلا الأجل ، ويسعى النادي للحفاظ على هذه الثروة لأطول فترة ممكنة.
واستفاد لوف كثيرا من استراتيجية دورتموند في الدفع بالوجوه الجديدة ، فنقل بدوره هذه التجربة الفريدة إلى المنتخب الألماني وقام باستدعاء جروسكروتز وجوتزه وهوميلس وسفين بيندر ومارسيل شايفر ، في ظل مساعي الماكينات الألمانية للتتويج بأول لقب منذ يورو 1996 .