دائما ما تكون هناك حواديت غريبة وراء الأحداث التاريخية ..حكايات فيها اسماء ومواقف مش مشهورة لكن على الرغم من ذلك تؤثر على الحاضر بشكل قوى جدا.. منذ وقت بعيد وبعد خروج الإسلام والعرب من الأندلس قامت الدولة العثمانية والتى زلزلت أوروبا ولكن من الناحية الشرقية لها فوقعت فى يدها الأستانة عاصمة الدولة البيزنطية العظيمة -التى هى تركيا فى عالم اليوم- وامتد التهديد حتى النمسا والتى تقع على حدود ألمانيا نفسها.
ما حدث هو ان العثمانيون بقوا فترة طويلة يحاصرون عاصمة النمسا ومر وقت عصيب حتى استطاع بطل قصتنا الأوروبى فى انتحال شخصية جندى عثمانى ليتجسس على الجيش العثمانى الواقف على اسوار النمسا..وحدث وان استطاع هذا الجاسوس ان يساهم بشكل قوى فى إنتصار النمساويون على الجيوش العثمانية التى أفزعت اوروبا بأكملها..فى هذا العصر كان المسلمون قد فقدوا الكثير من بريق حضارتهم العظيمة وكانت أوروبا تخطو أولى خطواته االبطيئة نحو النهضة ..اما المسلمون والعرب فقد اكتسبوا صورة سيئة فى أذهان الأوروبيين الذين لم يعرفوا وقتها أهمية ما وهب لهم المسلمون من إبداع سيصنعون منه نهضتهم المدهشة..وما زالوا جاهلين به حتى الآن.
المهم ان الجاسوس الهمام- الذى شارك فى صد آخر غزوات المسلمين فى أوروبا عبر التاريخ -حصل على هدايا ومكافئات كان منها كميات كبيرة من البن التركى المشهور بمذاقه المحبوب بين الأوروبيين..فكر بطل قصتنا فى صرفة لما يملك من كميات البن الكبيرة ففكر فى بناء مطعم يقدم القهوة التركية اللذيذة مع بعض المعجنات ..وبكل مكر صنع معجنات على شكل الهلال -الذى كان رمزا للدولة العثمانية-مستغلا عداء الناس لهذه الدولة.
ومرت الأعوام والقرون وما زالت هذة المعجنات الهلالية موجودة ويحبها ويأكلها الناس والتى هى الكرواسون..وكلمة كرواسون ما هى إلا كلمة هلال ولكن بالفرنسية.
لكن ارجو الا تجعلنا هذه القصة نتخذ موفقا عدائيا من الكرواسون
لأنه مالوش ذنب فى الحكاية كلها ..مممممم....لكن ماذا تفعل لو وجدت ملصقا يقول(معا لمقاطعة الكرواسون)؟
و ماذا تفعل لو وجدت ملصقا يدعونا الى مقاطعة الرشوة والأكرامية والمحسوبية والكسل؟
أيهما اكثر مدعاة للفخر فى رأيكم؟..مممم... سؤال وجيه برضه
والى لقاء قريب بإذن الله